لقي مواطن مصرعه داخل مركز شرطة سمنود أمس الأول في ظروف غامضة بعد أن ألقت المباحث القبض عليه داخل مقهي واصطحبته إلي مركز الشرطة، تم نقله إلي مستشفي سمنود المركزي جثة هامدة.
اتهمت أسرة الشاب المتوفي ضابط المباحث والمخبرين السريين بأنهم وراء وفاته ورفضت تسلم جثته لدفنها إلا بعد انتداب كبير الأطباء الشرعيين لتشريح الجثة وتحديد سبب الوفاة.
كانت قوة من مباحث مركز سمنود قد ألقت القبض علي خالد يحيي محمد العفيفي «٣٢ سنة»، والذي كان يعمل في ليبيا منذ ٤ سنوات وحضر إلي مصر منذ ٤٠ يوما وألقت المباحث القبض عليه هو ومجموعة من المشتبه فيهم عقب أذان المغرب وبعد عدة ساعات فوجئ الجميع بوفاته وتم نقله داخل توك توك إلي مستشفي سمنود جثة هامدة
رفضت أسرة الشاب تسلم الجثة وأكد عدد كبير منهم أنهم تعرضوا لضغوط أمنية مكثفة من أجل تسلم الجثة ودفنها «دون شوشرة» لكنهم أصروا ألا يتسلموها قبل تشريح الجثة وتحديد سبب الوفاة.
كان اللواء طه الزاهد مدير أمن الغربية تلقي بلاغا من مستشفي سمنود المركزي بوصول خالد العفيفي جثة هامدة قادما من مركز شرطة سمنود فأمر علي الفور بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وتحديد سبب الوفاة وإخطار النيابة التي تولت التحقيق
أكد البسطويسي عبدالعال السلاموني «٦٢ سنة» خال المتوفي أن ابن شقيقته لم يكن يعاني أي مرض في القلب كما يدعون وأنه يعمل «مبيض محارة» ويقف علي السقالات في واجهة العمارات ويرفع الرمل والمونة وكانت صحته قوية جدا لكننا فوجئنا بوفاته داخل المركز وقالوا لنا: إنه أصيب بأزمة قلبية حادة ومات فيها بعد نقله للمستشفي، وأضاف: لم نستطع رؤيته لنعرف هل به إصابات أم لا؟
وتقول والدته هانم السلاموني «٥٢ سنة» إنه كان موجودا عندها يوم الحادث عصرا وطلب منها تجهيز نفسها للذهاب معه لزيارة خطيبته هنية سيف من قرية محلة خلف بمناسبة العيد وقالت الأم: إنها اشترت الفاكهة التي ستأخذها معها في الزيارة، وطلب منها أن يذهب للمعلم الذي يعمل معه لإحضار الفلوس وقال لها: إنه سوف يعطيها ٥٠ جنيها عيدية
وأضافت والدته أن أخته من الأم ملاك الصعيدي طلبت منها عرضه علي طبيب لأنه مصاب ببرد وألم في جسده لكنه توجه إلي الصيدلية واشتري «مرهم مسكن» لشعوره بتعب وإجهاد في كتفه الأيسر.
وقالت: أنا مريضة بالقلب والضغط ولم أمت فكيف يذهب ابني إلي المركز بعد أن ألقوا القبض عليه ويموت ويقولون إنه مات بالقلب، خالد لم يكن مريضا وعرفت أنه مات بعد أن جاءني شخص وطلب حضوري وقال: إن خالد عنده مغص شديد وموجود في المستشفي وجريت بسرعة ووجدته متوفيا ورفضوا دخولي لرؤيته وسمحوا لاخته بمشاهدته ياريتني كنت منعته من الذهاب إلي المعلم.
وأكدت أنه كان يستعد للسفر إلي ليبيا خامس أيام عيد الفطر وكان يستعد للزواج بعد ٤ أشهر وكنا بنجهز له شقته واشترينا الستائر والسجاد وكنت أتمني أن أراه عريسا مع خطيبته في الكوشة بدلا من أن أراه جثة هامدة قبل أن يفرح ويفرحني لكن حسبي الله ونعم الوكيل في اللي ظلم ابني وتسبب في وفاته.
وقالت نجاة الباز زوجة خاله: أنا ربيته وعاش معي بعد انفصال أمه عن والده وكانت المباحث تقبض عليه كل فترة دون سبب، وفي هذا اليوم فوجئت بابني يخبرني أن خالد مات في المركز بعد أن أخذوه من المقهي.
وقال عنه سنبل عفيفي إن المباحث قالت لهم إن التصريح موجود و«عاوزين ندفن حالا وبلاش شوشرة» لكننا لن نسمح بالدفن إلا بعد انتداب الطب الشرعي الذي سيحدد سبب الوفاة.
واستمع أحمد السعيد عمر مدير نيابة سمنود إلي أقوال الشهود وأفراد أسرة القتيل وضباط المباحث وقرر استدعاء الطب الشرعي لتشريح الجثة وتحديد سبب الوفاة.
وكانت منطقة المستشفي شهدت هي ومركز الشرطة إقبالا كبيرا من أهالي المتوفي وبعض أصدقائه وأقاربه رافضين دفن الجثة ليلا والانتظار لحين تشريحها عن طريق الطب الشرعي.