رسالة غضب -- حنا سمور
*********
ليلٌ وصُراخٌ وعويلٌ
ودوِيُّ رصاصٍ ومدافع
وعيونٌ تدمعُ في صمتٍ
وشبابٌ يسقُطث وُيصارِع
وكلابُ الحُكّامِ الفاشستِ
ترُشُّ الموتَ بلا قيدٍ
تتربَّصُ كالذِّئبِ الجائع
وجحافلُ جيشٍ مهووسٍ
يجتاحُ الأرضَ يدَمِّرُها
من دونِ رقيبٍ أو رادع
وجنودُ الظُلمِ وساسَتُهُ
تنهالُ على الأرضِ دمارًا
حرقاً تشريداً لشبابٍ
عن أرضِ الآباءِ يُدافع
وهناكَ على كومةِ بيتٍ
مهدومٍ في ركنِ الشارعِ
تجلسُ أمٌّ فوقَ الأنقاضِ
تُفتِّشُ عن طفلٍ ضائع
وهناكَ على أنقاضٍ خيامٍ
يُسمَعُ صوتُ يتيمٍ جائع
وأباشي المُحتلِّ الغاصبِ
تغتالُ شيوخاً ونساءً
والعُربُ نيامٌ بمهاجعِ
أسألُكُم يا عُربُ أجيبوا
من أنتمُ من أينَ أتيتُمُ
هل أنتمُ عُربٌ أقحاحٌ
أم أنتُمُ للغَربِ توابع
إصحوا يا ساسةَ أُمّتنا
إصحوا فالغولُ سيبلُغكُم
لا يسألُ عن عُرُفِ الدُنيا
لا يأبهُ أبداً بموانِع
أمريكا لن تشفعَ لكُمُ
فالغولُ الجائعُ لا يشبعُ
يأكُلُ في النازلِ والطّالع
إصحوا يا ساسةَ أُ مّتنا
وخُذوا درساً من أطفالٍ
بالحَجَرِ تُناضلُ وتُدافع
إ صحوا فالوقتُ يُداهمُكُم
والغولُ الحاقدُ يُدرِكُكُم
إصحوا يا ساسَةَ أمّتنا
لن يُنزَعَ حقٌّ مسلوبٌ
من أنيابِ الوحشِ الكاسِرِ
إلاّ بِسواعِدِ أبطالٍ
تستَلُّ الحقَّ بأيديها
وتُذِلّ المحتلّ الطّامع