منية سندوب بين الأمس واليوم
(لابد من بلدى وإن طال السفر)
لابد منها حيث فيها المستقر
لكنها أضحت بلا دفْ بلا حب بلا عطر وسحر أو سمر
وأضحى بارد الكفين هيكلها
زائغ العينين
ينظر تحت ارجله ولا يرنو بعيدا
حيث ضاق بنا السبيل
وغدت كأبنود التى يفارقها العجوز
ويهجرالجبلين مرتحلا
مع شمس الأصيل
يسير بلا دليل
ما عاد جمع صحابتى يلتم تحت البدر فوق المصطبهوتدوخ أكواب من الشاى الثقيل بدورة او دورتين مع حكايا عنترهويئن منقدنا من الجمرات تلهب قلبهوتمتد الأكف تعانق النجمات بين السحب تنسكبيختال قنديل السماء وبعض الوقت يحتجبحين الغمام يمر فوق الوجه يسدل سترهويشير طفل للشهاب بدهشة متسائلافيجيبه كهل بعلم لا يدانيه الفقيه (نجمه يا واد تحرق شيطان)ويصير حجر الكهل متسعا يذوب فيه ويحتويهبالأمس كانت شمسنا الخضراء تشرق قبل موعدهاويوقظنا منبه قريتىيِعلى الصياح مرتلا ويغرد العصفور فوق المئذنهيدعو ليغسل قلبنا عطر الصباح يصحو أبىويغذ خطوا واثقا للمسجدويذوب كف من حنان فى يدىوتصيح أمى فى فراش حالم خمر العجينفيقوم زوج من فراش حالم مس اللهيب جناحه متثاقلاويداعب الفرن الذى تغتال فكاه اللواياضاحكا يبغى المزيدوتسيل انغام الحياة بدارناحين الأكف برقة تنساب فوق المطرحهتعلو قباب الخير حول الفرنوينتهى طشت العجين
31/3/1988