قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً ، إنه هو الغفور الرحيم
يامن تبحث عن مغفرة الله بعد أن أثقلتك الذنوب والخطايا ، وضاقت بك نفسك من كل جانب
وأصبحت تبحث عن مخرج من هذه الذنوب ..
لا تقنط من رحمة ربك ، الجأ الى ربك وقف بين يديه وأبكي وأعترف بذنبك ومعصيتك
واطلب المغفرة منه وإبتعد بقدر استطاعتك عن المعاصي لتكن توبتك توبةً نصوحا ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ
آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
فما أكثر الذنوب عندنا؛ وخاصة في زمننا زمن الفتن ..
لكن مااعظم كرم ربنا وألطفه بنا فقد وعد التائبون بقبول توبتهم ومغفرته لذنوبهم
فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له)، ومن تاب تاب الله عليه..
ومن عصى وأعرض فأن له في الأخرة الوعيد الشديد من الله ../
تأملوا معي أحبتي :
هذا الحديث القدسي في هذا النداء الرباني الذي يبكي القلوب قبل العيون لرحمة الله بنا وعطفه علينا :
((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفره))
يالله ماأعظم كرمك على عبادك
الهي ان عظمت ذنوبي وكثرت فأني على علم بعظم عفوك وسعة رحمتك ..
يامن ضللت عن طريق التوبه
عد
فالله يفرح بعودتك وتوبتك
كما جاء في الحديث في رواية مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
(لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم؛ كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه؛ وعليها طعامه وشرابه فأيس منها؛ فأتى شجرة؛ فاضطجع في ظلها؛ قد أيس من راحلته..
فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده؛ فأخذ بخطامها؛ ثم قال من شدة الفرح: اللهم! أنت عبدي وأنا ربك!!.. أخطأ من شدة الفرح).
فكم هو من كرم عظيم ان يمنّ الله على عباده بالتوبة عليهم؛ وهو يبسط يده ليتوب عليهم كل لحظة؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل؛ حتى تطلع الشمس من مغربها).. رواه مسلم.
وكم نحن بحاجة لمراجعة أنفسنا ومحاسبتها قبل أن يوم الحساب ،يوم الفزع الأكبر ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)..
فتوبوا إلى الله أيها المؤمنون، واستغفروه من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم ..
أسأل الله بمنه وكرمه أن يتوب علينا ويمن علينا بالثبات حتى نلقاه وأن يتوفنا راض عنا غير غضبان
وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ظالين ولا مظلين ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين ..
منقول