مازال الارتباك يسود الموقف فى ثانى أيام
الدراسة بمدارس القاهرة الكبرى، بعدما تسبب الخوف من أنفلونزا الخنازير فى
تطبيق نظام الفترتين بأغلب المدارس وتقسيم الطلاب على أيام الأسبوع، وهو
الأمر الذى أوقع الطلاب فى حيرة لدرجة أن عدداً منهم أكد لليوم السابع أن
المدارس بمحافظة القاهرة ترفض دخولهم وتطلب منهم الانتظام فى فترة مسائية،
فى الوقت ذاته هدد العشرات من أولياء الأمور بمدارس محافظة الجيزة بوقفة
احتجاجية أمام المديرية التعليمية بسبب غياب إجراءات الوقاية من المرض
بالمدارس واختفاء الكمامات والصابون بعد انتهاء اليوم الأول من الدراسة.
وشَهِدَت مدارس القاهرة اليوم الأحد حالة من التخبط والارتباك، بسبب قيام
بعض المدارس الخاصة، ، مثل مدرسة "الزيتون" بتغيير موعد بدء الدراسة بها
إلى منتصف أكتوبر الجارى بالنسبة للسنوات التمهيدية، وهو ما أثار حفيظة
الأهالى الذين اضطروا لإعادة أبنائهم إلى المنازل.
كما تسبب تقسيم الطلاب، خلال اليوم الأول للدراسة الفعلية بالمحافظة، إلى
فترتين صباحية ومسائية أو بالتساوى على أيام الأسبوع، إلى ظهور حالة
ارتباك على الطلاب والمعلمين الذين أكدوا أنهم لم يعرفوا بتغيير أسلوب
الدراسة إلا اليوم، ويذكر أن عدد المدارس التى تعمل بنظام الفترتين وصل
بالقاهرة إلى 366 مدرسة.
وأعرب أولياء الأمور عن استيائهم الشديد من تقسيم اليوم الدراسى إلى
فترتين، وقالت عبير مصطفى إنها جاءت مع ابنتها الطالبة بالصف الأول
الإعدادى بمدرسة "الزيتون" لدفع المصروفات ولكنها فوجئت بتجمهر عدد كبير
من أولياء الأمور أمام المدرسة لرفض الإدارة السماح لهم بالدخول بدعوى أن
أبناءهم طلاب بالفترة المسائية.
وأضاف أولياء أمور أن مدارس القاهرة شهدت العديد من الظواهر، مثل قيام
الفرّاشين ببيع الكمامات للطلبة بسعر 5 جنيهات للواحدة، وطلب بعض المدارس
10 جنيهات من كل طالب لشراء المطهرات والصابون وأكياس المهملات بجانب رفع
مدارس قيمة الاشتراك فى الأوتوبيسات.
من جانبه حرص د. عبد العظيم وزير محافظ القاهرة، على القيام بجولة ميدانية
داخل عدد من المدارس، التابعة لإدارة الزيتون التعليمية للوقوف على مستوى
النظافة داخل المدارس، ومدى التزامها بتطبيق الإجراءات الوقائية من
أنفلونزا الخنازير، وقام وزير خلال جولته بتفقد الحمامات وغرف العزل بمجمع
مدارس كلية السلام التجريبية للغات، للتأكد من نظافتها وتزويدها بأجهزة
الكشف الحرارى والصابون والمطهرات.
ولاحظ وزير زيادة الغياب بين الطلاب داخل المدارس، مشدداً على ضرورة رصد
أعداد المتغيبين مع بيان أسباب الغياب، ثم انتقل المحافظ إلى مدرسة "أنصاف
سرى" و"الزيتون الإعدادية" وفصول الحضانة بجمعية "السيدات القبطية".
وحمل وزير مديرى المدارس مسئولية أى تقصير فى تطبيق خطة وزارتى التربية
والتعليم والصحة لمواجهة أنفلونزا الخنازير، مهددا بتحرير محضر ضد أى مدير
مدرسة تحيطها القمامة أو تتواجد صناديق جمع القمامة داخل أسوارها، طالبا
من مديرى المدارس توفير صناديق لجمع المهملات خاصة بالطلاب فقط.
وبشكل عام عانت مدارس محافظة القاهرة من نقص عمال النظافة، حيث تواجد بكل
مدرسة عامل واحد فقط، إلى ذلك أبدى الطلاب استياءهم من سوء حالة دورات
المياه ونقص الصابون بها بمدارس أحياء عين شمس والمطرية، وقال الطلاب
"يبدو أن كميات الصابون والديتول انتهت منذ اليوم الأول للدراسة".
أما فى محافظة الجيزة فشهدت المدارس الحكومية والخاصة إقبالاً ضعيفاً من
الطلاب فى مختلف المراحل التعليمية رغم إعلان وزارتى الصحة والتربية
والتعليم عن عدم وقوع أى حالة مصابة بأنفلونزا الخنازير أمس السبت،غير أن
أولياء الأمور أكدوا لليوم السابع أن الخوف مازال يسيطر عليهم من احتمالية
إصابة أبنائهم بالأنفلونزا أثناء الدراسة.
وفى مدارس "الصفا الخاصة" بحى بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة أكد أولياء
الأمور أن مسئولى المدرسة رفضوا تقليل الكثافات داخل الفصول، بدليل أن
كثافة الفصل بالمدرسة وصلت إلى45 طالبا رغم صغر مساحة الفصل، وأكد الأهالى
أن المدرسة رفضت تقسيم التلاميذ إلى فترتين رغم وجود 6 آلاف تلميذ
بالمدرسة.
وفى مدرسة أبو الهول الإعدادية بنين أكد التلاميذ عدم وجود أى استعدادات
بالمدرسة للوقاية من أنفلونزا الخنازير، وأشاروا إلى أن نسبة الغياب
تجاوزت 50% خاصة فى الصفين الأول والثانى الإعدادى، وفى مدرسة أبو الهول
القومية المشتركة "لغات" أكد التلاميذ وأولياء الأمور أن المدرسة لم تطبق
إجراءات الوقاية لحماية الطلاب من أنفلونزا الخنازير مشيرين إلى وجود نقص
فى أدوات الوقاية من المرض سواء فى المطهرات أو الديتول أو الصابون أو
الكمامات الواقية من الفيروسات.