كشفت دراسة أمريكية حديثة حاولت الكشف عن سبب إدمان بعض المراهقين دون الآخرين للإنترنت، وأثبتت أن أغلب المدمنين كانوا في الأساس «عدوانيين» أو يعانون من الاكتئاب والعزلة عن المجتمع.
وحددت الدراسة معنى الإدمان بأنه «قضاء ساعات طويلة - أكثر من الوقت الأصلي المعتزم - والإحساس بالعجز عن خفض ساعات الاستخدام، والانهماك الكامل في أنشطة الإنترنت، فضلاً عن الإحساس بالضيق والقلق عند التوقف لأيام عن استخدام الإنترنت».
كانت «مستشفى كاوسيونغ الطبي الجامعي» في تايوان قد أجرت الدراسة على 2293 تلميذ من طلاب المرحلة السابعة، واستغرقت عامين، ووجدت أنه قد أصيب 10.8 % بإدمان الإنترنت، ولاحظ فريق البحث أن الإصابة بالعدوانية الاكتئاب، يقترنان عموماً مع إدمان الأطفال للإنترنت، وأن الصبيان هم الأكثر عرضه من الفتيات، لهذا الخطر، وأن كل من يتجاوز استخدامه للشبكة العنكبوتية 20 ساعة أسبوعياً، تتزايد لديه احتمالات الإدمان.
وقال «مايكل غيلبرت» الباحث في مركز «المستقبل الرقمي بجامعة ساوث كارولاينا»، إن نتائج الدراسة ليست بالمفاجئة، مضيفاً: "الدراسة تشير إلى أن الأطفال المفرطي النشاط أو أولئك من يعانون من العزلة الاجتماعية، يجدون متنفساً في الشبكة، نظراً لتلهفم للتحفيز الدائم وسريع الوتيرة المتوفر في الإنترنت."
ويلفت مختصون إلى أن إدمان الإنترنت أكثر انتشاراً في دول آسياً، فقد كشف مسح صيني أجري العام الماضي، أن أكثر من أربعة ملايين مراهق يقضون أكثر من ستة ساعات يومياً في تصفح الإنترنت، وفي حين تشير الأرقام إلى عدم شيوع هذا النوع من الإدمان في الولايات المتحدة حذر أطباء أمريكيون من أنه قد يصبح من أكثر أمراض الطفولة المزمنة في أمريكا.
ويذكر أن علماء تطرقوا مؤخراً إلى ظاهرة الإدمان على استعمال موقع Facebook بعد ملاحظة أن هذا الولع له آثار جدية على حياة الفرد، بحيث يفقده الصلة بالواقع المعاش ويؤثر على عمله وعلاقاته بالمحيطين به.