آيات كثيرة جاءت لتخبرنا
بأهمية الصلاة حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر أن أهم وأحب الأعمال
إلى الله: الصلاة على وقتها. وأول صفة (بعد الإيمان) ذُكرت للمتقين في
القرآن أنهم يقيمون الصلاة، يقول تعالى: (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا
رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [البقرة:
1-3]. والذي يترك الصلاة يعتبر كافراً في الإسلام، وفي أفضل الحالات يعتبر
فاسقاً أو عاصياً إذا ترك الصلاة تهاوناً وليس إنكاراً! والسؤال: هل كشف
العلماء غير المسلمين أسراراً وفوائد جديدة للصلاة؟ لنقرأ هذا الخبر
العلمي ومن ثم نقوم بالتعليق عليه.
الدراسة العلمية
في دراسة علمية جديدة تبيَّن الأثر الشفائي للصلاة بشكل لم يكن يتوقعه
الباحثون، والذين أسسوا أبحاثهم على الإلحاد وإنكار الخالق تبارك وتعالى،
واعترفوا أخيراً أن الذهاب إلى الكنيسة أو الجامع، أو غيرها من أماكن
العبادة للصلاة، قد يساهم في إطالة عمر الشخص الذي يؤدي صلواته بانتظام.
هذا ما أظهرته دراسة جديدة نُشرت في مجلة Psychology and Health ، أكدت أن
النساء الأكثر تقدماً في السن، ممن يواظبن على حضور الصلاة وأدائها، تقل
نسبة خطورة الوفاة لديهن بنسبة 20 في المائة مقارنة بسائر النساء في فئتهن
العمرية. وقد جمع فريق من الباحثين من كلية طب ألبرت اينشتاين بجامعة
ياشيفا جميع الديانات في الدراسة، وقاموا بمتابعة ما إذا كانت تلك النسوة
يؤدين الصلاة بشكل منتظم، وما إذا كانت تبعث على الراحة لديهن.
فوجدوا أن الطقوس الدينية المنتظمة، تخلق نوعاً من التواصل الاجتماعي، ضمن
نظام يومي يلعب دوراً واضحاً في تقوية الصحة، واللياقة الجسمية، ويبدو أن
السيدات اللواتي ينتظمن في الصلاة يعشن مدة أطول من غيرهن. ويرى الباحث
اليزر شنال أستاذ علم النفس المشرف على الدراسة، أنه لا يمكن تفسير
الحماية التي توفرها الصلاة للمصلين بصورة واضحة وتامة بمجرد وجود عوامل
متوقعة، منها الدعم العائلي القوي، اختيارات نمط الحياة، والإقلال من
التدخين وشرب الكحول فقط. هناك أمر آخر لا يمكننا أن ندركه أو نفهمه، فمن
المحتمل دائما أن يكون هناك عوامل يمكن أن تفسر هذه النتائج.
قام الباحثون بدراسة 92395 سيدة، تراوحت أعمارهن ما بين 50 و79 عاماً،
أدركهن سن اليأس، واشتركن في دراسة تهدف إلى مراقبة صحة المرأة الأساسية
أُجريت على مستوى دولي، وبدعم من المنظمة الدولية للصحة، وكان الهدف منها
معرفة مشاكل المرأة الصحية على المدى الطويل. هؤلاء السيدات قمن بالإجابة
عن أسئلة حول سلوكهن اليومي وصحتهن وعاداتهن الدينية، وتم متابعتهن لسبع
سنوات، فظهر أن نسبة الوفاة انخفضت بمقدار 20 في المائة لدى النساء
اللواتي يؤدين الصلاة ولو مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، بالمقارنة مع
الأخريات.
أحب الأعمال إلى الله تعالى
الذي يلفت الانتباه في هذه الدراسة أن الصلاة على الطريقة غير الإسلامية
لمرة في الأسبوع تخفض احتمال الإصابة بالأمراض، وتساعد على الاستقرار
النفسي، والسؤال: كيف لو أُجريت هذه الدراسة على أناس مؤمنين يلتزمون
بأداء الصلوات الخمس مع قيام الليل؟! إن النتائج ستكون مبهرة، ولكن
قصَّرنا نحن المسلمين بالقيام بمثل هذه التجارب العلمية، وننتظر غيرنا حتى
يقوم بها! فالصلاة على الطريقة الإسلامية في خمس أوقات من اليوم والليلة،
تعني أن الإنسان سيكون في حالة طهارة معظم اليوم، وسيكون في حالة اتصال مع
الخالق عز وجل، وسيكون في حالة خشوع وصفاء ذهني، وهذا سيساعده على شفاء
الكثير من الأمراض النفسية، لأن الصلاة تعني الاستقرار النفسي.
أما الفوائد الأخرى للصلاة فتتمثل في أن المؤمن عندما يحافظ على الصلوات
في أوقاتها، فإن حياته ستكون منظّمة وبالتالي سيساعد الساعة البيولوجية في
خلايا جسده على العمل بكفاءة عالية واستقرار مذهل، وبالتالي فإن النظام
المناعي سوف يزداد، وتزداد معه قدرة الجسم على مقاومة مختلف الأمراض
العضوية، أي أن الصلاة مفيدة للإنسان نفسياً وجسدياً.
منقول