خبث اليهود
لما فتح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر أهدته امرأة منهم شاة مشويّة فيها سمٌّ .
وعرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما فعلته ، فقد أخبره بذلك جبريل عليه السلام فتركها ولم يأكلها .
ثم قال عليه الصلاة والسلام :
(( اجمعوا لي مَن كان ههنا من اليهود )) ، فَجُمِعوا له ، فلما مثـُلو بين يديه قال لهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(( إني يا معشر يهود سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقيَّ عنه ؟ )) .
قالوا : نصدقك ، فسل ما بدا لك .
قال : (( من أبوكم ؟ )) قالوا : أبونا فلان .
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( كذبتم ، بل أبوكم فلان )) ، وذكره لهم ، قالوا : صدقتَ وبرَرْتَ . . عجيب أمرهم يتعهّدون الصدقَ ولا يفون به .
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( أسألكم الثانية فهل تتعهدون الصدق أم تكذبون كما فعلتُم بسابقتها؟ )) .
قالوا : يا أبا القاسم نصدقك ، فقد عرفت كذبنا حين سألتنا عن أبينا .
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( مَنْ أهل النار ؟ )) .
سؤال لا يريدون أن يصدقوا فيه كعادتهم ، فلو صدقوا لكانوا مسلمين . . فرأوا المواربة أوفى لهم . . هكذا ظنوا فقالوا : نكون فيها يسيراً ، () وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّآ أَيَّاماً مَّعدُودَةً () ثم تخلفوننا فيها . . . أخزاهم الله في الدنيا والآخرة .
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( اخسؤوا فيها ، والله إنكم ماكثون فيها أبد الآبدين ، ولا نخلـُفكم فيها أبداً ، فلنا الجنّة ولكم النار )) .
فلما رأوا غضبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ خنسوا ووجموا . .
فقال لهم الثالثة : (( فهل أنتم صادقيَّ عن شيء إن سألتكم عنه ؟ )) .
قالوا : نعم نصْدقك يا أبا القاسم .
فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( هل جعلتُم في هذه الشاة سماً ؟ )) .
قالوا : نعم . . . ولعلهم صدقوا هذه المرة خوفاً أن يأمرهم أن يأكلوها أو يقتلهم ، فقالوا نصدق .
فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( فما حملكم على ذلك ؟ )) .
فقالوا : أردنا أنك إن كنت كذّاباً نستريح منك ، وإن كنت نبيًّا لم يضرّك . . .
أرأيتم إصرارهم على التكذيب به ، وعدم الرغبة في الدخول في الإسلام ؟!! قالوا وإن كنت نبياً لم يضرك ، ولم يقولوا : وإن كنت نبياً اتبعناك . . . .
لعنة الله على يهود ومَنْ والاهم .
المحبة للمصطفى صل الله عليه وسلم