يتذكر دعبس اول ايامه عندما التحق بكلية الطب بجامعة عين شمس و كان كمعظم الطلبه المغتربين الذين لا يجدوا مكان لايوائهم فيذهبوا للسكن بالمدينه الجامعيه(سكن جامعي للطلبه المغتربين).ويقول بعد اسبوع من المعاناه في هذه الكليه ذهبت الي سريري لاستريح فوجدت في منامي شيئا غريبا نعم فلقد كان ما اري شيئا مدهشا حقا فركت عيني و اخذت ادقق النظر في حين تدلي لساني في بلاهه من فرط الدهشه و ما هي الا لحظات حتي تمالكت نفسي وتحرك لساني بالكلام بعد ان الجمته المفاجأه و صحت في انهيار ....جميل جدا فلقد تم اصلاح مباني الكليه المهدده كما تم طلاء المباني بلون هادىء جميل ،تقدمت في خطوات بطيئه وانا اتامل المكان في هدوء.اقتربت من بوابة الكليه وانا انتظر تلك الكلمه الثقيله التي اسمعها يوميا من الحرس ( كارنيهك يا استاذ)ولكني فوجئت اني امر بسلام بعد ان اشار لي ذلك الشاب المحترم الذي يقف بجوار البوابه...وكان هناك امرا عجيبا فلقد لفت انتباهي ان فناء الكليه قد امتلىء طلبه في حين كانت الطالبات غائبه تماما...تماما..فظننت في البدايه ان هناك ندوه للطالبات او شىء من هذا القبيل ولكن عندما استفسرت عن ذلك تبين لي انه قد تم الفصل بين الجنسين وتم بناء كليه خاصه للطالبات و كانت هذه بالنسبه لي مفاجأه مذهله و مفرحه(مش مفرحه اوي يعني ههه),في حين كانت للبعض الاخر امرا محزنا و طبعا انت فاهم ليه....المهم توجهت نحو شئون الطلبه وانا انتظر تلك الوجوه العابسه التي تنتظرك لا لتخدمك و تقضي لك مصالحك الدراسيه بل لتنتهكك كفريسه و تخرج هم يومها كله فيك لكن فوجئت بمن يقابلني ويقدم لي باقه من الزهور و يحييني بابتسامه رقيقه في حين يتدلي علي الشباك عباره في غاية الرقه (نحن في خدمتك في كل وقت علي الوجه الذي تحبه)هههه:وكان العجب العجاب عندما اتي الدكتور لاول مره في ميعاده مبكرا بزيه المهندم وكانت علامة الصلاه في وجهه تعطيه مهابه و وقار و كأنما وجهه يشع منه النور، وجدته يلقي السلام في المدرج وكان التاريخ الهجري يزين الصبوره امامه وحدث امرا عجيبا جدا"تخيل" لقد فهمت المحاضره لأول مره بعد اسبوع كامل في الكليه ثم بعد انتهائى من المحاضرات ذهبت الي المدينه وانا انتظر تلك الكلمه الثقيله التي كنت اسمعها دائما من الحرس شنتطك يا استاذ(للتفتيش)فاذا بي امر بسلام و بترحيب و كانهم ما وجدوا الا ليمهدوا لنا طريقنا نحو غرفتنا بالمدينه، ثم توجهت الي غرفتي فوجدتها لي وحدي وجدتها منظمه علي اعلي مستوي ويا سلام علي الملايه و البطانيه ايه تقولش حرير والمكتب مصمم علي اعلي مستوي و الحجره كبرت و اصبحت تتسع لكل مستلزماتي و قد وضعت علي الجدران مناظر طبيعيه جذابه لتفتح نفسك للمذاكره وبعد ذلك توجهت الي مطعم المدينه فاذا بي اجد من يسبقني بالترحاب ويجذب لي كرسيا (اتفضل يا استاذ)ثم اذا به يحضرصينية الطعام ويضعها امامي وفوجئت لاول مره ان الحمه استطيع مضغها بكل سهوله ويسر والارز مطبوخ علي اعلي مستوي(مفلفل)و الفاكهه لاول مره مغسوله وتكاد تصل في حجمها الي نصف كيلو هههه،بعد ذلك رجعت الي غرفتي وانا مسروووووور فاذا بي لا اشعر بنوبات النوم التي كانت تنتابني بعد وجبة الغداء فقررت ان اذاكر في هدوء لااسمع شىء يزعجني فانجزت محاضرات الاسبوع الماضي كلها ،واذا بالمشرفين يعاملوننا معامله حسنه والعمال يقومون بتنظيف الممرات مرتين في اليوم لكن علي اعلي مستوي.ترررررررررررن..........ترررررررررن يالك من منبه مزعج لقد ايقظتني،كان حلما جميلا يا ليته يصبح حقيقه.......