التطور الطبيعي للمواطن المصري
يعكف
علماء الأنثروبولوجيا (وهو علم دراسة الإنسان وتطور بنية المجتمعات
الإنسانية اجتماعيا وثقافيا وسلوكيا) على دراسة التطورات الحادثة للمواطن
المصرى ونشوء أنواع جديدة من المواطنين المصريين كانت هى التطور الطبيعى
للمواطن المصرى للتكيف مع الظروف الحياتية اليومية، خد عندك مثلا..
المواطن
الــ (إل. سى. دى) : وهو مواطن مضغوط الحجم مسطح يثبت كفاءة عالية فى
الوقوف فى طوابير العيش وفى أتوبيسات النقل العام.. مساحة أصغر = كفاءة
أعلى وتوفير فى المساحة وعدد الأتوبيسات وحماية دائمة من اتهامه بالتحرش
بمن تقف أمامه فى الطابور،
المواطن الانتحارى
: تقابله فى إشارات المرور عند عبور الشارع.. داخل مسكنه فى عمارات آيلة
للسقوط منذ عشرات السنين وفوق أسطح قطارات السكة الحديد بل وداخلها يجلس
صابرا محتسبا منتظرا قضاء الله وقدره (حد هياخد أكتر من عمره؟.. ونعم
بالله)
المواطن النطاط : تراه عند بوابة عبور المترو (لأسباب
اقتصادية بحتة) وعند الحواجز الحديدية فى أى ميدان (ده يا إما كسل من
العثور على مكان العبور الصحيح أو بيكون ياعينى غلب حماره) وفى جميع
الشوارع بعد هطول الأمطار وقد اكتسب هذا المواطن تلك القدرات الرياضية
الفذة بعد سنوات وسنوات من التدريب على الجمباز الإيقاعى الذى يضطر إلى
ممارسته كل صباح من أجل تخطى الحفر والمطبات وبرك المياه الدائمة فى شارعه
العشوائى الحبيب،
المواطن سريع الاشتعال :
افتح بقك معاه بأى اعتراض..المس عربيته بعربيتك فى أى إشارة.. فاصله فى
حساب التاكسى أو كيلو الخضار.. بصله بصة بس ما تعجبوش واستعد للانفجار..
شتيمة من العيار الثقيل واستخدام للأيدى والأرجل ومش بعيد يغزك بقرن غزال
لو قلتله صباح الخير بطريقة ما تعجبوش (إنت لازم تبقى ذوق برضه الناس على
آخرها، خف تعوم)
المواطن الممتعض : وتقابله
فى جميع المصالح الحكومية يتميز بفم مقلوب دليل على القرف الشديد من حضرتك،
وعيناه شديدتا الملاحظة لكل شىء إلا سعادتك وأذن من طين وأخرى من طين أيضا
وملامح سمحة تطفش الخميرة من البلد كلها إلا إذا عرفت سكة درج مكتبه وخليت
عندك دم وطلعت بالمعلوم ( مرتب الحكومة بعيد عنك يقلب الطيب شرير )
المواطن الملتهب : وهو مواطن دائما ما
تحيطه هالة من الدخان.. أبيض.. رصاصى.. أزرق.. كل حسب مقدرته يتدرج من
السيجارة البريئة اللى بيخرج فيها غله للسيجارة غير البريئة اللى بتخليه
يطير يطير يطير زى العصافير وهو الحل الوحيد من وجهة نظره لمواجهة ضغوط
الحياة وتصريحات الحكومة والأزمة الاقتصادية العالمية والأخبار المنشورة
يوميا فى جميع الصحف عن مرتب مدرب المنتخب وتكاليف مسلسلات رمضان..
المواطن البلوتوث : وهو ناقل جيد جدا
للمعلومات.. نميمة بأه وتقطيع فى فروة الناس وطالما مش عارف يحقق حاجة
لنفسه فهو يستمتع بمحاولة هدم الآخرين ما هو بلوتوث يعنى مواطن نابه أزرق..
المواطن أبوالعيال : وشعاره امشى جنب الحيط وإذا
لزم جواه.. خليك فى حالك تاكل عيش.. ابعد عن القضايا لتتبهدل يا ضنايا..
واللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش (وقد وصل لتلك الفلسفة العميقة بعد عمر
طويل من قراءة جرائد المعارضة ومذكرات معتقلين سابقين ومشاهدة أفلام مثل
الكرنك وزوجة رجل مهم وأخيرا كليبات أقسام الشرطة الشهيرة على مواقع
الإنترنت)
المواطن المفروس : وهى
الفصيلة التى تنتمى لها كاتب هذا المقال وهى فصيلة أتمنى أن يكون عدد
أفرادها فى ازدياد.. فصيلة ترفض الرضا بالأمر الواقع وأنه ليس فى الإمكان
أفضل مما كان وتؤمن بأن الشعور بالفرسة هو شعور صحى ومفيد وأول خطوة على
طريق التغيير