لا بأس من كام شهر سجن إذا رفع عليَّ المراكبي قضية سب وقذف لأنني سأتحمل المسئولية كاملة عن اعترافي بأنه حيوان، يعني شخص لا يحمل رخصة تسيير مركب يقف في المرسي بمركب غير صالح للاستعمال وحمولته الشرعية سبعة أشخاص، لا يتردد في أن يُحِّمل المركب بـ 19 فتاة في عمر الزهور فيغرق بهن علي بعد أمتار من الشاطئ علي الرغم من أنهن لفتن نظره إلي وجود ماء متسرب في قاع المركب، إلا أنه علق قائلاً: خليها علي الله دي مركب رايح جاي طول اليوم، فيغرق معظمهن ويهرب هو وينفد بجلده ..إنه «ممدوح إسماعيل» علي صغير.
إنه شخص تتوافر فيه كل المواصفات التي أتلفت حياتنا، جشع الطامع في جنيهات قليلة من فتيات بريئات علي حساب أعمارهن، قلة ضمير في عمله .. بمركبه التالف الذي يعرف جيدًا أنه تالف، جهل جعله مواطنًا مصدر خطر علي المجتمع، غباء من يتحايل علي الرزق بمنتهي الغشومية، معرفة ربنا بالمظهر لا بالجوهر التي جعلته يلقي مسئولية كل ما فات علي المشيئة الإلهية وربما جعلته قبل أن يعتني بمركبه يطلب من أحد الخطاطين أن يكتب له علي أحد جانبي المركب (وسخر لكم الفلك) كعادة كثيرين متدينين باليونيفورم فقط.
لا أعرف كيف وجهت له النيابة تهمة القتل الخطأ، أُمال مين الذي تنطبق عليه تهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد ما لم تنطبق علي شخص فوَّت كل الفرص الممكنة لحماية أرواح الأبرياء وتعمد أن يتجاهلها حتي استقرت أجسادهن في قاع النيل ؟، كيف عجزت النيابة عن تطبيق روح القانون طبقًا لضمير الإنسانية وليس تبعًا للأدلة الجنائية ؟، المراكبي الذي أدخل الحزن علي قلوب الكثيرين «آباء وأمهات وخالات وأعمامًا وجيرانًا وأصدقاء» هل يكون جزاؤه كام سنة سجن وخلاص ؟، كيف تعجز النيابة عن أن تري الموضوع بزاوية أوسع من زاوية محضر الشرطة في الوقت الذي يتفنن فيه بعض المحامين في العثور علي ثغرات قانونية تحل من علي حبل المشنقة ؟، أسمع صوتًا يقول لي: يا عم إذا كان جوز المخبرين بتوع خالد سعيد توجه لهم اتهام باستعمال القسوة!
عرايس النيل اللواتي رحلن في غمضة عين علي يد مواطن هو نموذج للأيام القادمة لابد قبل أن نحزن عليهن أن نشعر بالقلق.