السلام عليكم ورحمة اللههذا الموضوع عن السيرة الذاتية للمجاهدين وسيرهم الذاتية اخوكم السعيد حمزة الفلسطينى said20101983@ymail.comwww.sultan.org فلسطين العراق الشيشان size=18]والصلاة والسلام على رسولنا الكريم سيدنا محمد وعلى الة وصحبة وسلم [/size]
يحيى عياش.. ذلك الاسم الذي طالما أقضَّ مضاجع الكيان الصهيوني وحكومته المتطرفة ورئيسها حينها إسحاق رابين وأركان جيشه، والذي استشهد في عام 1996؛ حيث كان "أبو البراء" أحد أبرز قادة "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
بعد سنواتٍ من استشهاده تحوَّل عياش من مدرسةٍ جهاديةٍ محليةٍ إلى مدرسةٍ عالميةٍ في مقاومة الطغيان، وليصبح نصيرًا لكل مظلومٍ في العالم.. رحل عياش بجسده لتبقى ذكراه وأفكاره تسير بعده بخطى ثابتة.
في يوم (5-1-1996)، وبعد عشرات المحاولات الفاشلة، استطاعت قوات الاحتلال الوصول إلى المهندس يحيى عياش الذي قالت "إسرائيل" نفسها إنه "دوّخ" أركان جيشها وجنوده بعد سنين من المطاردة والملاحقة المتبادلة؛ حيث كان الاحتلال يلاحق عياش وكان بدوره يلاحق جنود الاحتلال ومغتصبيه بالقتل والخطف.
يقول بعض من رافقوه في المغارات والكهوف والمنازل السرية: "إن المهندس القائد يحيى عياش كان يعرف أن الاحتلال سينال منه في النهاية، وأن طريق الشهادة ينتظره كل لحظة، وأن همّه الأكبر كان -بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي- هو تأديب الاحتلال، وكان له ذلك بعدة عملياتٍ بطوليةٍ، وكان يردِّد أن الظلم لا يدوم وأن القوي لن يبقى قويًّا، وأن طريق التحرير ليس محفوفًا بالورود والرياحين، بل بالدماء والتضحيات الجسام".
وحسب ما كانت تقول الصحافة التابعة للاحتلال فإنَّ من أكثر ما كان يُدخل الرعب والخوف في قلوبِ الصهاينة، هو العبقرية الفذَّة التي تمتع بها "المهندس"؛ حيث إنه نقل المعركة معهم من شوارع الضفة الغربية وغزة إلى داخل كيان الاحتلال وشوارع العفولة والخضيرة وديزنغوف، وحوَّلها من الحجر إلى القنبلة في زمنٍ قصيرٍ.
عملياتٌ لا تنسى
كل فلسطينيٍّ لا يمكن أن ينسى عمليات عياش؛ حيث كانت من أبرز العمليات التي قامت بها "كتائب القسام" بتخطيطٍ من القائد العام للكتائب المهندس يحيى عياش عمليات: الخضيرة، والعفولة، وشارع ديزنغوف في مدينة تل الربيع (تل أبيب)، وبيت ليد، ورامات غان" بالقرب من تل الربيع، وحي "رامات أشكول" في مدينة القدس المحتلة.
ووفق ما أكدته المصادر الصهيونية فإن مجموع ما قُتل بيد "المهندس" وتلاميذه 76 صهيونيًّا وجرح ما يزيد عن 400 آخرين، موضحة أن خطورة عياش لم تكن فقط في عدد القتلى الصهاينة فحسب، بل في عدد التلاميذ الذين درَّبهم وخلَّفهم وراءه؛ ما شكل نقلة نوعية في الصراع مع الاحتلال.
مدرسةٌ عالميةٌ
الشهيد عبد العزيز الرنتيسي قال قبل استشهاده لأهالي العراق ومن على شاشة فضائية "الجزيرة": "أدعو كل أحرار العراق إلى تفخيخ أنفسهم بأحزمةٍ ناسفةٍ وتفجيرها في جنود الاحتلال".
وقد حققت فصائل المقاومة في كلٍّ من أفغانستان والعراق نتائج كبيرة في مقاومة الاحتلال الأجنبي من خلال عمليات الاستشهاديين التي بدأها يحيى عياش.
يحيى عياش رحل، والكل سيرحل، ولكن في الرحيل فنًّا لا يتقنه إلا قلة؛ كان على رأسهم عياش؛ فهو لا يزال -وهو في قبره- يخيف ويُقضُّ مضاجع الظلم والظالمين، وتلاميذه كثر مؤتمنون على ما علَّمهم إياه، ولسان حالهم يقول: "أبشر يا يحيى عياش؛ فساعة الظلم قد أزف رحيلها، وراية الإسلام قريبًا سترفع فوق روابي الأقصى والقدس".
يعرف الناس رائد صلاح خطيباً مفوهاً، وشيخاً نذر حياته من أجل قضيته ومبادئه في نصرة القدس والوطن أمام المحتل الصهيوني. لكنه لم يقدَّم إلى الجمهور شاعراً إلا بعد أن أصدر مركز الإعلام العربي في القاهرة عام 2007 ديوان «زغاريد السُّجون»، لنعرفه بعدها ثائراً وشاعراً.
يُعدّ الديوان الذي بين أيدينا نتاج المحن التي مرت على شيخنا في المعتقلات الصهيونية.
أغاريد وزغاريد
سمعت وتابعت خلال السنوات الماضية عدداً من الأعمال الفنية الإنشادية التي كانت تؤديها الفرق الفنية في أم الفحم وكفركنّا. غير أن هذه القصائد المعدودة، مع الخطاب السياسي والديني للشيخ رائد، لم يتركا لنا مجالاً للتيقن من هذه الأخبار التي كنا نسمعها من هنا وهناك، حتى انبرى مركز الإعلام العربي في القاهرة مشكوراً لوضع هذا الإصدار بين أيدينا، رغم حاجة المكتبة والنقاد والقراء على حد سواء إلى مزيد من الإصدارات لرسم الشخصية الشعرية للشيخ رائد صلاح.
منذ البداية، وعبر عنوان ديوانه «زغاريد السجون»، يرسم الشاعر رائد صلاح لوحة الأمل رغم القهر والأوجاع. ويحاول أن يثبت زيتونة الانتصار القادم في قلوب أمته عبر الإهداء الذي جاء فيه:
«إلى الطائفة المنصورة في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس وفي كل مكان. الذين لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم».
يقول الشيخ رائد صلاح في مقدمة الديوان:
هذه خواطر شعرية اجتهدت أن أكتبها خلال أيام الاعتقال، وقد اجتهدت أن أعبّر من خلالها عن لحظات صفاء ونقاء عشتها في خلوتي مع الله تعالى، دامعاً في توبتي، وخاشعاً في سجدتي، ومتوكلاً في كربتي، فكانت هذه الابتهالات الشعرية الروحية.
ويضيف الشاعر: اجتهدت من خلال هذه الخواطر الشعرية أن أكشف -حقيقة لا خيالاً- أنَّ السجين تبقى فيه القابلية العجيبة لأن يتخطى أسلاك المعتقل وأبراجه وحراسه، وأن يتواصل بروحه وقلبه وعقله مع هموم أمته وشعبه، متعالياً عن همّه الشخصي المؤقت!
وكتب الناقد جابر قميحة قراءة عميقة للنصوص الشعرية وأثبتها في مقدمة الديوان واخترنا منها هذه الشهادة:
من أواخر ما نظمه الشيخ رائد صلاح في معتقل أشمورت (5/11/2005) قصيدته «من يجيب القدس؟»، وهي تدلّ على نضج فني واضح، وتمكّنٍ راقٍ من آلياته الفنية وجداناً وتصويراً وتعبيراً. وشاعرنا يغلب في قصيدته الأسلوب الإنشائي الاستفهامي، وهو من أقدر آليات الأداء التعبيري على الإثارة والتأثير.
في بحار الوطن والقصيد
يبدأ الشاعر ديوانه بجرحه الأوسع، الذي يصيب الأمة في بغداد، ويشير فيه إلى أن رؤيته الشعرية الوطنية ليست مختزلة أو قاصرة، وهمومه من هموم بغداد كما هي في فلسطين. فيقول في قصيدة بعنوان «رسالة من بغداد إلى هارون الرشيد»:
عندما صرتُ خراباً.. وذَوَتْ كلُّ الورود
وشكوناها كلاباً.. دنست أرض الجدود
لمزيد من النماذج الشعرية انقر الرابط التالي:
http://www.alawda-mag.com/default.asp?issueId=32&contentid=1208&MenuID=19
أحمد ياسين.. أسطورة صنعت من ضعفها قوةً منحت "حماس" صمودًا وعزيمةً
لم تكن حادثة اغتيال الشيخ أحمد ياسين قبل خمسة أعوام حدثًا عابرًا، بل كانت محطةً عظيمةً وكبيرةً استوقفت كل أحرار العالم، ونبَّهت الأمتين العربية والإسلامية على الخطر الحقيقي الذي يمثِّله الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين.
لقد لحق استشهادَ الشيخ ياسين تأييدٌ كبيرٌ لحركة "حماس"، ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب، بل على صعيد الأمتين العربية والإسلامية كلها؛ فالجميع بدأ يتساءل عن "حماس"؛ هذه الحركة التي زلزلت بنيان الاحتلال، فبدأت في الانتشار بصورةٍ كبيرةٍ، حتى أصبح معظم الفلسطينيين محسوبين عليها؛ إن لم يكن انتماءً فتأييدًا وتعاطفًا؛ لما تمثِّله من مقاومةٍ وصمودٍ وثباتٍ على الثوابت الفلسطينية ورفضٍ لمسيرة التسوية مع الاحتلال.
وقد كان لاستشهاد الشيخ ياسين عديدٌ من ردود الأفعال أجمعت على أن دماءه مثَّلت قودًا جديدًا للمقاومة.
كاتب أول بيان جهادي في العراق يروي لوكالة حق الأيام الأولى لقتال الاحتلال :
المجاهدون في الميدان قاتلوا بشجاعة ونحن رسخنا مفهوم الصورة المقاتلة والكاميرا المجاهدة
والحاسوب المحارب
** الجهاد في العراق اليوم بحاجة إلى مرحلة تجديدية
سنوات سبع مرت على بدء احتلال العراق وخلالها طويت صفحات وفتحت أخرى وفي طياتها الكثير مما لم يقل او يكتب من تفاصيل ومفردات اقل ما توصف أنها سفر لملحمة جهادية انطلقت دون سابق تحضير او استعداد ، فما حدث كان متوقعا نعم ، لكن ما لم يكن متوقعا أن يحدث بالطريقة التي حدثت .. في وقت قصير انتشر جنود الاحتلال الأمريكي ومن تحالف معهم من العملاء والخونة في شوارع بغداد وراحوا ينشرون الخراب والدمار مستغلين ضعاف النفوس ممن راحوا ينهبون المال العام في منظر مروع لن يمحى من الذاكرة العراقية لزمن طويل .. وفي الطرف الآخر رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه حملوا ما توفر من أسلحة وراحوا يقاتلون المحتل فرحين بجهادهم الذي أرادوا من خلاله الفوز بالفردوس الأعلى ومن قبله رضى الله سبحانه وتعالى .. قصص لا تحصى ولا تعد حملتها ذاكرة الأيام الأولى من الاحتلال حيث انطلق المجاهدون بإمكاناتهم البسيطة لمواجهة فرعون العصر وطاغيتها أمريكا وهي تريد احتلال العراق وإذلال المسلمين من خلاله .. ومن بين هذه القصص .. قصة البيان الجهادي الأول الذي أعلن بدأ العمل الجهادي المنظم في العراق الذي لم تكن أمريكا بجبروتها وقوتها العسكرية العاتية تتوقعه لاسيما بعد أن أوهمها العملاء أن العراقيين سيستقبلون جيشها بالورود فكان أن استقبلوه بالجهاد الذي ما زال مستمرا حتى يومنا الحالي ولن يتوقف حتى خروج المحتل صاغرا شاء ذلك أم أبى .
وكالة حق وهي تستذكر مع المجاهدين الأبطال وكل فصائل المقاومة العراقية ومن خلفهم كل العراقيين الشرفاء ، كان لها هذه الوقفة مع المجاهد الذي خط بيده كلمات ومفردات أول بيان جهادي حمل اسم كتائب الطائفة المنصورة وكان الإعلان الرسمي لبدء العمل الجهادي المنظم ضد جيش الاحتلال الأمريكي ومن تحالف معه .. انه الشيخ المجاهد أبو مصعب البغدادي فكان معه هذه الوقفات الاستذكارية لأيام الجهاد الأولى في العراق .
قلنا للشيخ المجاهد أبو مصعب البغدادي بداية كيف تصفون الأيام الأولى للاحتلال وانطلاقة العمل الجهادي والمقاومة العراقية ؟
الحمد لله رب العالمين ناصر المؤمنين وقاهر الكافرين والصلاة والسلام على امام المجاهدين نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين اما بعد
فاشكر لوكالة حق ان جعلتنا في هذه اللحظات نستذكر الايام الاولى لانطلاق العمل الجهادي في العراق ، فقبل الاحتلال اختلف اهل العلم وطلبته في مسألة القتال الى جانب ( الفرق الحزبية ) اذا ما بدأ الغزو الأمريكي للعراق، وترجح لدينا عدم المشاركة لانعدام الثقة المتبادلة ورفض الحكومة تجهيز ائمة المساجد بقطعة سلاح للدفاع عنها وتشخيص الروح الانهزامية لدى القوات الحكومية ولا سيما ( البعثيين ) ، على إننا عملنا على تأمين الحد الادنى لحماية المساجد والمناطق المجاورة لها فقد كنا ندرك ان هنالك تحركا من قبل مليشيات ( شيعية ) لمهاجمة المناطق السنية وبخاصة المساجد، وما ان وقع الهجوم الامريكي على العراق بادرنا الى توفير قطع من الاسلحة الخفيفة والرمانات اليدوية وشكلنا فرقا في المناطق لحمايتها وتوفير الحاجات الضرورية من مواد غذائية ودوائية ورعاية طبية لاهلها مع التركيز على حماية المساجد التي اصبحت مركز العمليات في المنطقة المحيطة بها ، كما بدأنا بالتأصيل الشرعي واعداد الخطط في حالة احتلال العراق وهو ما ترجح لدينا وفق سنن الله في الحكام والسلاطين وما توفر لدينا من معطيات ميدانية.
وما هي ابرز هذه المعطيات ؟
في يوم السابع من نيسان قمنا بجولة في بغداد ومنعنا من عبور احد الجسور الرئيسة في بغداد واخبرونا بان قوات الاحتلال الأمريكي على الجانب الاخر ، وفي هذا اليوم شاهدت مجموعة من الملابس العسكرية ملقاة في الشوارع وعلمنا ان عددا من الضباط والجنود تركوا مواقعهم وابدلوا ملابسهم بزي مدني وغادروا الى مناطق سكناهم ، وفي اليوم التالي التقيت مع مجموعة من طلبة العلم ومن بينهم اخوة شاركوا في حرب افغانستان وتدارسنا الوضع وادركنا ان هزيمة القوات العراقية ودخول قوات الاحتلال امر لا مفر منه ، وفي اليوم التالي فوجئنا باحتلال بغداد وعمت الفوضى وانتشرت ظاهرة السلب والنهب وهجمت الميليشيات واحتلت ما يزيد عن 65 مسجدا ، وبعد يومين وفي خطبة الجمعة كانت من العبارات الاولى اطلقناها (ذهب الظلم وجاء الكفر)، (والجهاد فرض عين علينا لازالة الكفر، وهو واجب الوقت)، وحرمنا سلب المال العام والخاص وحذرنا من استهداف المساجد، ومن الروح الانتقامية التي تهدد نسيج المجتمع ووحدة البلد ، ودعونا الى ضرورة تشكيل فرق حراسات لتأمين المناطق وحماية اهلها والحفاظ على المؤسسات فيها ولاسيما المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية .
ومن المسائل التي اثيرت انذاك هي حكم اسلحة الجيش العراقي فاصدرنا فتوى بوجوب جمعها ونقلها الى اماكن آمنة وتخزينها وحرمة الاتجار بها والحفاظ عليها للمعركة القادمة ضد الاحتلال واشرف كثير من الدعاة واهل العلم بانفسهم على ذلك وقمنا بجولات ميدانية للتثقيف بهذا الشأن .
في خضم هذه الاحداث وتعدد المسؤوليات كيف تولدت فكرة تنظيم العمل الجهادي وترتيب الاوضاع بما يؤمن الوصول الى الاهداف المطلوبة ؟
في صباح اليوم التالي لاول جمعة بعد الاحتلال اجتمع ما يقرب من 20 شخصا ما بين امام وخطيب وشخصيات عسكرية متقاعدة ووجهاء ، في مقر احدى الشركات التجارية، لتداول الامر وحينما وجدنا تباينا في وجهات النظر واختلافا في الرؤى والمقاصد انهينا الاجتماع على امل اللقاء ثانية ، ثم اقتصرنا اللقاء على ستة اشخاص ، وكان في احد مساجد بغداد، وقررنا انه لابد من عمل جماعي منضبط لقيام جماعة جهادية، وكلفت باعداد منهج شرعي وتنظيمي لها وفي اللقاء التالي اتفقنا على تشكيل اول جماعة جهادية معلنة وحملت اسم ( كتائب مجاهدي الطائفة المنصورة ) ، واجمعنا على ان يكون الحاج عثمان امير هذه المجوعة لخبرته العسكرية والتزامه الشرعي ولكبر سنه ودماثة خلقه ، واعتذر بدوره ورشحني لهذا الامر كوني اماما وخطيبا وادعى افتقاره الى العلم الشرعي ، فقلت له ان المرحلة تتطلب قيادة عسكرية وخبرة ميدانية وان علمي طوع امرك فتوكل على الله وتمت البيعة من قبل الجميع للحاج عثمان رحمه الله ، الذي ما رأيت قائدا جريئا مثله ، وكلفت بالمسؤولية الشرعية والاعلامية للجماعة.
ولماذا اخترتم اسم الطائفة المنصورة ؟
تيمنا واستبشارا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين ولعدوهم قاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم.
وهل كان اختيار اسم الحاج عثمان اميرا للجماعة امرا عفويا ام ان فيه دلالات رمزية مقصودة ؟
بعد اختيار اسم الجماعة واميرها التزمنا باتخاذ اسماء حركية تعيننا على اتمام حوائجنا الجهادية، وكان لتعلق الحاج بالمسجد الاموي ولكبر سنه وحيائه وبذله وايثاره اخترنا له اسم (الحاج عثمان العراقي) ، واختار القائد العسكري اسم ابا عمير رغبة منه بنيل الشهادة تشبها بالصحابي عمير بن الحمام رضي الله عنه ، واختار المسؤول عن الاسلحة والتطوير كنية ابا مجاهد لحبه للجهاد ، واخترنا للأخ المسئول التنظيمي الدكتور ابو شعيب لوقاره ولتجربته الدعوية والتنظيمية، واختار الاخ المسؤول الاداري كنية ابا عبد الرحمن تشبها بالصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، واختار احد القادة الميدانيين كنية ابا ذر وكان زاهدا في كل شيء الا الشهادة في سبيل الله وقد نالها، واخترت كنية ابا مصعب تشبها بالصحابي الجليل سفير الاسلام مصعب بن عمير رضي الله عنه .
ولماذا اخترت أنت لقب البغدادي ؟
اخترت هذا اللقب اعتزازا ببغداد ومكملا للكنية لا سيما بعد اعدادي لمجموعة من المطبوعات منها ( المستفاد لسريا الجهاد ) ويمثل منهجا شرعيا وتنظيميا للعمل الجهادي في العراق وكتيب (الأربعون الجهادية من هدي خير البرية) فاقتضى وجود اللقب مع الكنية ، ثم كان للتمييز بعد ظهور اسم ابي مصعب الزرقاوي يرحمه الله في الساحة الجهادية بالعراق.
ولكن ما قصة البيان الاول للجماعة وهل هو اول بيان لجماعة جهادية في العراق؟
بعد تشكيل الجماعة ومبايعة الامير حصل نقاش حول مسألة الاعلان ، فرأى بعض الاخوة عدم الاعلان عنها خوفا من الرياء وليكون العمل خالصا لله ، ورأى اخرون ومنهم المتحدث ضرورة الاعلان اقتداء اولا بالنبي عليه الصلاة والسلام في تسمية السرايا التي كان يبعثها ، ولتحفيز الناس وتشجيعهم واعادة الثقة اليهم بتشكيل جماعة جهادية ، ولتأكيد الهوية الاسلامية للمقاومة التي ستنطلق بعد ايام ، وللرد على من ارجأ العمل الجهادي بدعوى الانشغال بالاعداد او لعدم التكافؤ او لحالة الاستضعاف ، وكذا للرد على من اشترط للعمل الجهادي وجود جماعة وراية وامام ، كما ان العدو ادار بنجاح معركة اعلامية وحربا نفسية مهدت له الطريق لاحتلال العراق بزمن وكلفة لم يتصورها، وأما الرياء فأنى يكون لجماعة سرية لا يعلم اصحابها الا الله ومن ثم قادتها، وقد نبه رسول الله عليه الصلاة والسلام الى ما يتوهم انه رياء وليس هو رياء ، فقد روى الامام مسلم في صحيحه ، انه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ارأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه ؟ قال : تلك عاجل بشرى المؤمن .
فكان الاجماع على اعلان الاسم وكلفت من قبل الحاج عثمان باعداد المنهج الشرعي والتنظيمي للجماعة وكتابة البيان التأسيسي لها ، واقترحت ان الاعلان عن الجماعة لا يكون الا بعد القيام بعملية كبيرة وسط بغداد وان تكون مصورة إدراكا مني لأهمية الصورة المقاتلة في الحرب الاعلامية ، ولتكون دليلا على الوجود الفعلي وعلى قوة الجماعة.
وبعد قطع شوط طيب في جمع الاسلحة وتخزينها في مخازن تكتيكية واستراتيجية ، تم الاعداد والتخطيط لعملية في ساحة الميدان قرب مبنى محافظة بغداد ، وخرج الجميع يوم التنفيذ وفوجئنا بوجود سيارة اطفاء مستقرة وسط الطريق بالقرب من مبنى المحافظة مما اعاق عمل حامل قاذفة ار بي جي 7 ، واعاق عملية التصوير ايضا، واقترح بعض الاخوة الغاء العملية ، ولكن الحاج عثمان اصر على تنفيذها لما رأى فيها من صيد ثمين وفعلا كان اول من فتح النار فقتل جنديا امريكيا واصاب اخرين وهجم بقية المقاتلين ، وهنا اصيب الناس بدهشة كبيرة اذ يرون لاول مرة معركة يقتل فيها الجنود الامريكيين واصيب جنود الاحتلال بالذعر فاحتموا بالناس مما اعاق اتمام العملية تجنبا لاصابة المدنيين ، ولكون الحاج عثمان الاكثر تقدما فامسك به جندي امريكي وتجمع الناس مطالبين باطلاق سراح هذا الشيخ وهم يصرخون (حتى الشيوخ لم يسلموا منكم) بينما كان الجندي يصرخ بلغته ( لقد رأيته يقتل صاحبي) وبسبب حالة الفزع وتجمهر الناس استطاع الحاج ان يفلت يده من الامريكي بينما انسحب الامريكيون وهم يطلقون النار في الهواء خوفا من هجوم اخر، والعجيب من حال الحاج انه اصر على العودة الى الجندي الامريكي فقد صعب عليه ترك سلاحه عنده ولم يثنَ عن ذلك الا بشق الانفس. وحينما عادت المجموعة الى مقرها لم تسعنا الفرحة فقد كسرنا بذلك حاجز الخوف عند الناس من رهبة الجيش الامريكي واسطورة الجندي الذي لا يقهر ، ولاننا لم نستطع التصوير فاننا اجلنا اعلان تشكيل الجماعة على الرغم من ان هذه العملية اصبحت حديث الناس في بغداد وتحدثت عنها كثير من وسائل الاعلام .
ثم جاءت عملية ساحة 52 وسط بغداد ايضا ، اذ تم زرع عبوة ناسفة تحت احدى الاشجار فوقف فوقها مباشرة ضابط امريكي واحد جنوده ، وعندما هم الاخوة بالتنفيذ والتصوير اقتربت امرأة عراقية مع ولدها من الضابط وانتظرنا حتى ابتعدت عنهم مسافة آمنة فقمنا بتفجيرها وتصويرها .
وتكفلت مع احد الاخوة بارسالها الى مكتب قناة الجزيرة مع البيان التأسيسي ويشأ الله سبحانه ان الاعلان عن الجماعة جاء بعد اعلان الرئيس الامريكي بوش انتهاء العمليات الكبرى يوم 1/ 5/ 2003 ، فكانت مفاجأة غير متوقعة للادارة الامريكية .
لماذا اخترتم قناة الجزيرة وكيف تم الاتصال بها ؟
لقد شخصنا ثلاث قنوات فضائية كان لها دور متميز في تغطية الحرب على العراق وهي (الجزيرة والعربية وابو ظبي) واخترنا الجزيرة لتميزها ولانها اطلقت على تغطيتها للحرب عنوان(الحرب على العراق) في حين كان عنوان تغطية العربية (حرب الخليج الثالثة) وعنوان تغطية قناة ابو ظبي (الحرب)، واعتقد ان مفهوم العدوان والغزو يتجلى بوضوح في تغطية قناة الجزيرة ، واقترح الحاج عثمان عدم الاتصال المباشر بالقناة حفاظا على امن الذي يتولى الاتصال مع الاعتقاد بان مكاتب القنوات الفضائية مراقبة من قبل قوات الاحتلال التي اغاظها عمل هذه القنوات فقامت بقصف مكاتبها ، وايضا عدم الاطمئنان الى بعض العاملين فيها ، وفعلا تجنبنا الذهاب مباشرة الى مكتب القناة ، وكانت لنا علاقة باحد العاملين فيها فاتصلنا به عن طريق احد الاشخاص ، فابدى فرحه بوجود عملية مصورة تستهدف القوات الامريكية، ولكنه اعتذر عن استلامها مباشرة خوفا من الضغوط المستقبلية ، وشجعنا على الذهاب الى المكتب في فندق بغداد وانه آمن ويمكن تسليم القرص الى السكرتيرة الموجودة ونصحنا بان يعنون الظرف الى الاستاذ تيسير علوني لكونه مدير المكتب وشديد التفاعل مع مثل هذه القضايا .
واقترحت على الحاج ان اذهب بنفسي فرفض اول الامر خوفا على سلامتي ، فقلت له انني مقاتل ولست باحرص على الحياة من بقية اخوتي ، ثم اقترح ان اذهب مع الاخ ابي عبد الرحمن على ان يقوم هو بتسليمه الى المكتب ولاتجنب الاحتكاك باحد المعارف (فانت كثير المعارف كما قالها الحاج ضاحكا) ، وفعلا تم الامر ، وكانت سعادتنا لا توصف حينما تم عرض العملية في الليلة ذاتها وتكرر عرضها لليوم التالي ، واخبرنا احد الاخوة العراقيين في الخليج ان عرض هذه العملية اعاد الهيبة للعراقيين في الخليج بعد انتكاستهم لصور السلب والنهب.
مع المسؤولية الشرعية والاعلامية هل اشتركتم في العمليات القتالية ؟
منذ مرحلة جمع الاسلحة كنا جميعا نحرص على المشاركة في نقله واكثرنا همة هو الحاج عثمان رحمه الله وكان يؤثر نفسه بحمل السلاح في سيارته لا سيما في الليل، ثم كانت لنا مشاركات فعلية في بعض العمليات ، وفي احدى العمليات خرجت مع الحاج وفي الطريق سلم علي احد الاخوة، وقبل ان نصل الى موقع التنفيذ سلم علي بالاسم احد الاشخاص العابرين، هنا خيرني الحاج بين الغاء العملية او العودة وعدم المشاركة فيها وبعدها طلب مني عدم الخروج حفاظا على ديمومة العمل وأمن المقاتلين،وسلامتي واذكر انني طلبت من احد القادة الميدانيين في منطقة الاعظمية المشاركة في عملية اطلاق قنابر الهاون فرد عليّ (تريد فضحنا) ، وحينما الححت عليه هددني بانه سيخبر الحاج عثمان بذلك فتراجعت ، مع تيقني ان كل عمل في المشروع الجهادي هو عظيم عند الله تعالى ، ولكن للميدان لذته، وهو من اقرب السبل لنيل الشهادة في سبيل الله، وهذا امر عانيت منه بعد ذلك فكان الاخوة المقاتلين يرفضون حمل الة التصوير ، ومن يحملها يتركها في اثناء التنفيذ ، ثم وفقنا الله لترسيخ مفهوم الصورة المقاتلة والكاميرا المجاهدة والحاسوب المحارب، وان حامل الكاميرا اشد على الامريكيين من حامل البندقية، وخاطب الحاج عثمان الاعلامين قائلا: ان فقدت مقاتلا استطيع تعويضه بعشرات المقاتلين ولكن ان فقدت اعلاميا فمن العسير تعويضه.
هل كانت أمامك عوائق في المشاركة في العمليات القتالية ؟
نعم وهي كثيرة ، فقد كان كثير من الاخوة الذين لهم حضور في العمل الدعوي وفي المجتمع يشاركون في هذه العمليات ، كما ان الحاج عثمان الزم كل شخص ان لا يعمل في منطقته او المنطقة التي له فيها اقرباء او اصدقاء، وانما العائق ايضا هو كون المسجد الذي كنت اتولى مهمة الخطابة فيه مقرا لاجتماع قادة الجماعة وفيه يتم التخطيط والاعداد لبعض العمليات ضد القوات الامريكية ، كما كان مقرا للعمل الاعلامي للجماعة ، بل فيه جرت اللقاءات الاولى لتأسيس جيش انصار السنة، ولقاءات بقيادات من بقية الفصائل، ومن هنا يأتي الحرص الكبير من امير الجماعة على عدم المشاركة الميدانية، وبهذه المناسبة اذكر موقفا عزز ذلك لدى الاخوة الميدانيين ، ففي اللقاء الثاني لتأسيس الجماعة وقد حضر فيه احد الشيوخ الابطال (رحمه الله فقد رزق الشهادة) وكان يجلس بجواري وكنت اعرفه ولا يعرفني شخصيا ، فقال ان هذا الامر لا بد له من مراجعة بعض الشيوخ ومنهم الشيخ ( ....) وذكر اسمي فتبادلنا الابتسامات انا والاخ ابو عمير وكان بجواري ايضا وبادرت بمسك يد الشيخ وقلت له اطمئن ان الشيخ (....) يعلم بهذا الامر وهو ان شاء الله معنا. فكان الاخ ابو عمير يذكرني بهذا الموقف دوما.
عودة الى البيان الأول .. ما الذي تضمنه ذلك البيان؟
تحدث البيان عن طبيعة المعركة ودوافع الغزو الامريكي للعراق وسبب انهيار القوات العراقية بهذه السرعة ، ثم بين الحكم الشرعي لمجاهدة المحتلين ومقاومتهم كونه فرض عين على المكلفين في العراق ، وبعد الاعلان عن تشكيل كتائب مجاهدي الطائفة المنصورة ، عرضت المبادئ العشرة التي تقوم عليها هذه الجماعة مع توصيف وتحديد لموقفها من القوى في الساحة العراقية ، واتمنى من الوكالة عرض البيان كاملا ليغنينا عن التفصيل.
إن شاء الله علما ان الوكالة نشرته ضمن كتاب الجهاد اعلامي تأصيل وتفعيل الذي اعده الاستاذ عبد الرحمن الرواشدي .
ومتى صدرت البيانات الاولى لبقية الفصائل ؟
بحسب علمي وما وقع لدي انذاك وكما تعلم ان البيانات في اول الامر كانت تطبع وتوزع وتعلق على المساجد بشكل خاص ، لقد كان بيان كتائب مجاهدي الطائفة المنصورة هو اول بيان يصدر عقب اعلان الرئيس بوش انتهاء العمليات الكبرى مطلع شهر ايار عام 2003 ، وبعده باسابيع اصدر جيش محمد بيانه الاول ، وفي العاشر من تموز 2003 اصدرت حركة المقاومة (الوطنية) الاسلامية (كتائب ثورة العشرين ) بيانها التأسيسي ، وفي العشرين من ايلول من العام نفسه اصدر جيش انصار السنة بيانه التأسيسي وقد شاركت الاخ الدكتور ابا شعيب في صياغته وما زلت احتفظ بالنسخ الاولية اوالمطبوعة لهذه البيانات ، ثم اعلن الجيش الاسلامي في العراق بيانه التأسيسي في رمضان 1424 الموافق في تشرين الثاني 2003 وتميز كونه بيانا مصورا .
وماذا تستذكر من الايام الاولى للجهاد ؟
انطلق الجهاد في العراق ولم تكن هنالك الا قوتان؛ قوة الاحتلال وقوة الجهاد المقاوم له، فكان التمايز جليا وكأنه فسطاطان؛ المجاهدون وانصارهم والمحتلون وعملاؤهم ، وكان المجاهد حقا يجاهد بنفسه وبكل ما يملك فمنهم من قدم اخر ما يملك حتى حلي زوجته قدمها للجهاد ومنهم من قدم سيارته الوحيدة للمجاهدين ، وبعضهم كان يقدم اجرة عمله اليومي للمجاهدين ، ولم يبخل التجار باموالهم على اخوانهم المجاهدين، وكانت الام تشارك اولادها فاذا عسر عليهم امر فزعت له النساء واذكر ان الاخ ابا عمير حالت بينه وبين نقل عبوتين ناسفتين سيطرة امريكية فعاد مهموما وحينما اخبر والدته بالامر صاحت ببناتها وانطلقت السيارة بالعائلة، وجلس النساء في المقعد الخلفي يضعن في احضانهن العبوات وابت الام (رحمها الله) الا ان تقوم بزرعها بنفسها، وكان الاولاد الصغار يساهمون بنقل الافلام والمواقف ، لقد شعر الجميع ان المشروع الجهادي هو مشروعهم ، وكنا نستشعر بركة ذلك ، واليوم تغيرت النفوس فبعض الفصائل اساءت لكثير من الناس ومنهم من اخذ نصيبه من الغنائم او الغلول وترك الساحة ، ومنهم من بدأ ينظر الى اقرانه من اهل الدنيا وما صاروا اليه من مناصب واموال وشهادات ، وكثير من الناس اثر الراحة او الهجرة . ولا يفوتني بهذا المقام ان انوه الى دور المقاتلين العرب ولا سيما السوريين الذين كان لهم فضل ايقاد الجذوة الاولى للجهاد في العراق ، وكانت معركة الاعظمية التي اشترك فيها الحاج عثمان لاول مرة انطلقت شرارتها الاولى بمبادرة من احد المجاهدين السوريين الابطال، وتتشرف كثير من مناطق العراق باحتضان اجساد هؤلاء الابطال الذين ابوا الا ان ترتوي بغداد من دمائهم كما ارتوت دمشق من دماء العراقيين ، ولم يغادر اكثرهم على الرغم من عمليات الغدر والملاحقة التي بدأت تطالهم من الذين ارتموا في حضن الاحتلال من احفاد ابن العلقمي وابن سبأ والطوسي.
وكيف تنظر اليوم للجهاد في العراق؟
اعتقد ان الجهاد في العراق اليوم بحاجة الى مرحلة تجديدية لاسيما وانه قطع نصف الطريق بارغام المحتل على ان يترك الساحة العراقية قريبا.
علينا جميعا ان نتوجه من جديد الى حواضن الجهاد والرباط ، علينا ان نعيد للمساجد قدرها وتأثيرها ، وللدعوة مكانتها ودورها في الاصلاح والتغيير، علينا ان نقف ونراجع عملنا ونصحح اخطاءنا ونستغفر الله من ذنوبنا وزلاتنا فان عمر رضي الله عنه كان يخاف على الجند من ذنبه .
لقد قطع المشروع الجهادي في العراق شوطا طيبا اسهم في تحريك الشارع العربي والاسلامي ودفع بقوة الى نشر ثقافة الجهاد والمقاومة والشهادة بين ابناء الامة ، وما بقي منه يستلزم وحدة المشروع الجهادي فعلى الفصائل ان تعود الى سياسة البنيان المرصوص والجسد الواحد لتحقق مقاصد الجهاد يقول الله تعالى(ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانه بنيان مرصوص)، وحين ذاك يأتي التمكين باذن الله تعالى.
اخيرا اين هي الان كتائب مجاهدي الطائفة المنصورة؟
منذ انطلاقتها وكتائب مجاهدي الطائفة المنصورة تحرص على وحدة المشروع الجهادي في العراق ولذا شكلت اساسا متينا وركنا قويا وعمودا محوريا من اعمدة الجهاد في العراق ، وكان لقادتها علاقات متينة مع بقية قادة الفصائل وشكلت مع انصار الاسلام جيش انصار السنة وبعد اشهر انسحبت بسبب خلافات في طبيعة العمليات واتخاذ القرارات واختراقات في الجانب الامني للاخوة في الانصار ، ثم التحقت بالجيش الاسلامي في العراق وسعت ميدانيا الى توحيد الفصائل ولكن الشهادة خطفت منا الحاج عثمان العراقي في رمضان 1426 ، وقبله بعض القادة الميدانيين ولم يتبق من قادة الطائفة المنصورة في ميدان العمل الجهادي الا ثلاثة احدهم بقي مع جيش انصار السنة لانه من مؤسسي انصار الاسلام ، وبقي الثاني وثلة من ابنائها مع الجيش الاسلامي في العراق، وذهب الثالث مع ثلة ايضا لينضم الى مجلس شورى المجاهدين وحالنا كالرجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، وما تزال تجمعنا بهؤلاء القادة رابطة الاخوة في دين الله والرباط في سبيل الله. علما ان كتائب مجاهدي الطائفة المنصورة لا علاقة لها بجيش الطائفة المنصورة الذي تشكل لاحقا.
نص اول بيان للمقاومة الجهادية في العرق
بيان رقم 1: عن (كتائب مجاهدي الطائفة المنصورة )
بسم الله الرحمن الرحيم
(هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:138)
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى آله وأصحابه اجمعين .. أما بعد..
فإنَّ الله سبحانه وتعالى قد إصطفى هذه الأمة لحمل خاتمة رسالات السماء ولذا كانت الأمة الوحيدة من أمم الأنبياء المكلفة بنشر دينها في الناس كافة فأقتضى ذلك أن تكون هذه الأمة أمة ً مجاهدة ً يقول الله تعالى:
((كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا ً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا ً وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) .
فالجهاد هو ذروة سنام الإسلام وهو أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى وهو السبيل إلى نيل أعلى الدرجات في جنات الخلد وهو سرُّ قوة المسلمين وهيبتهم وعنوان عزِّهم وكرامتهم وما تركه المسلمون إلا ذلّوا وما تنكبوا له إلا انتكسوا وخضعوا .
وإذا كان العلماء قد أجمعوا على أن الجهاد فرض كفائي إذا قام به بعض أبناء الأمة سقط عن الآخرين وإن لم يقم به أحد أو قصروا عنه فإنهم آثمون جميعاً . فقد أجمعوا أيضاً على أن الجهاد يصبح فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل قادر في ثلاثة مواضع :
الأول : إذا إلتقى الزحفان وتقابل الصفان حَرُمَ على من حضر الإنصراف وتعيَّن عليه المقام لقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فأثبتوا ))
الثاني : إذا إستنفر الإمام قوماً لزمهم النفير معه لقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم إنفروا في سبيل الله إثاقلتم إلى الأرض )) وقوله صلَّى الله عليه وسلم (( وإذا إستنفرتم فأنفروا )) متفق عليه.
الثالث :إذا نزل الكفّار ببلد تعيَّن على أهله قتالهم ودفعهم لقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفّار )).
وها هي أمريكا وأذنابها قد أقبلت بجيوشها وأساطيلها إلى بلدنا وبعد مؤامرة مفضوحة وخيانة معلومة بين إستخباراتها وقيادات النظام البعثي البائد الذي عمل على تعطيل الجهاد وإن إستغلَّ لفظه وأعتقل المجاهدين وأعدم الصادقين وأبى أن ترفع راية إلا رايته العلمانية فأسفر كل ذلك عن بيع العراق وأهله فتمَّ إحتلاله من قبل هؤلاء الغزاة الكافرين الصائلين فقتلوا أبناءه وأستباحوا حرماته ودمَّروا بناياته ونهبوا ثرواته وخيراته وأهلكوا الحرث والنسل تحقيقاً لأهدافهم في ضرب الإسلام وتأمين أمن إسرائيل والنفط .
وفي هذه الظروف العصيبة والأكثر منشغل بأحزابه وحركاته والبعض بحفظ ما يمكن حفظه ، إجتمعت مجموعة طيبة ومباركة من أهل العلم والعمل فأجمعت على العمل الجهادي فبايعت أميراً ورفعت راية إسلامية تعتصم بالكتاب والسنة وأطلقت على نفسها:
(كتائب مجاهدي الطائفة المنصورة )
مؤمنة بأن الجهاد هو الطريق إلى الجنة وإتفقت على جملة مبادىء أهمها :
1- ان هذه المجموعة تؤمن أن كلمة التوحيد وما تقتضيه هي الطريق لوحدة الكلمة ورصِّ الصف وإن الإعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم هي النجاة وان الجهاد أصبح فرضَ عين على مسلمي العراق فهو واجب الوقت .
2- وأنها ترفض الإحتلال الأمريكي- البريطاني للعراق ولكنها لا تتخذ الأسلوب السياسي أو المظاهرات العاطفية طريقاً لإنهاء الإحتلال بل تتخذ الجهاد سبيلاً وحيداً لطرد الغزاة وإخراجهم من بلاد المسلمين .
3-انها لا تنكر العمل السياسي والخيري والمظاهرات فكلٌّ يعمل بحسب إستطاعته وقدرته وتصوره.
4-كل حركة أو حزب لا يرفض الإحتلال ولا يعمل على إنهائه فهي أحزاب وحركات خائنة لله ولرسوله وللمؤمنين وللوطن ولذا ندعوها الى مقاومة الإحتلال تعبيراً عن إيمانها.
5-كل حركة أو حزب يوالي الغزاة الكافرين فيناصرهم ويؤيدهم ويعاونهم ويرضى بهم فإنه منهم .
6-كل حركة أو حزب يندد بالجهاد ويطعن بالمجاهدين فإنه يكون قد خان الله ورسوله وطعن في كتاب الله وفي شريعته وأحكامه .
7-كل حركة أو حزب أو شخص يعين الغزاة المحتلين ( بأي صورة كانت الإعانة ) في تعقب المجاهدين والتجسس عليهم فإنه يصيبه ما يصيبهم ولو بعد حين .
8-تحذر هذه المجموعة المواطنين من الإقتراب من القوات الأمريكية المحتلة خاصة في النهار ولن يعيق وجود القلة من المجاملين لهم تنفيذ العمليات الجهادية عملاً بقاعدة التترس بالمسلمين مع ملاحظة الفرق بين الإكراه والإختيار .
9-إن هذه المجموعة الجهادية هي إمتداد للجهاد الإسلامي منذ زمن النبوة وإلى يومنا هذا وسيبقى الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة .
10-إن هذه المجموعة لا تبتغي منصباً دنيوياً ولا سمعة ولا ذكراً وإنما تبتغي مرضاة الله عز وجل وإبراء الذمة وصون دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم وتحرير البلاد الإسلامية المحتلة وأقربها العراق ومن ثم إقامة الدولة الإسلامية أو حمايتها .
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير
الحاج عثمان العراقي
أمير كتائب مجاهدي الطائفة المنصورة
صفر 1424 هـ
ايار 2003 م
3/27/2010