لم أعد أحمل في جيوبي سوى تلك الهمسة التي تركتها فوق سطوري
و تلك الشمس التي قطفتها لي
و أخر كلمة نقشتها في كهوف قلبي
كم أحبك......
و بما أحمله تركت السطور و الصفحات و رحلت بعيدا
حيث ينام القمر
و ترقص الغيوم
و تنزرع الورود في مقلتيها
حيث لم يصل إلا عاشق لم تبقى له في الدنيا سواها
***
العشق أسطورة
كانت ترويها لي جدتي كل مساء
و حين كبرت أردت أن أبحث عن الأسطورة
لكني لم استطع
خذلتني حروفي و أقلامي
لأنني قابلت أصل الأسطورة و لم استطع قرائتها
لأنني كنت أتعلم فن الحب
حين قابلت عيناك
***
كل ما كان
مجرد بدايات
لست من ذلك النوع الذي يبحث عن النهايات
ففي قاموسي كلمة الأزلية تسكنني منذ ألف عام
و أنت قلب كل شيء منذ أن رأيت النور الذي يسكن الأكوان
من أن كنت في رحم الحلم
مجردة فكرة مخملية تسكن أوردة والدتي
مجرد حلم رافق الغيم الي انتظرني
كنت قبل الغيم أيضا
لأنك كنت أنقى
***
إلى الآن لم أكتبك
إلى الآن لم استطع أن امسك القلم بالطريقة التي تبتسم فيها الشميس لكل الورود
و لم أجد السطر الذي سيتسع لأغاني السماء
و لا الصفحة التي تشبه موج بحر عميق بلا جدران
لذلك عرفت كيف أراك في الأفق المحلق في نهايات الكون هناك
حيث كتب السطر المستحيل فيك
***
لم اذق من قبل طعم القهوة الحقيقة
ولم تمسك يدي من قبل وردة
و لم أرى من قبل الشمس و هي تضمني بدفء في سريري
اليوم فقط و أنا أهشم كل أفكاري القديمة
و ابعثر كل أحلامي فوق سطورك
ذقت
و مسكت
و رأيت
كل شيء حين تقدمت فوق السطر الأخير وقبلته
عندها عرفت أنني لم أبدا بعد
و أنني لازلت في الصفحة الأولى
***
عرفت حين لم أكن أنوي أن أصبح جزءا من أسطورة العشق
أن الغيم تسكنه قصائد عاشق
فقد القلم حين أمسكت يده حبيبته
و هي مشيت في درب الهوى
عرفت أنك زرعت في كل غيمة ياسمينة
و أخذت تلك القصائد و بعثرتها في طريقي
كي أتعثر و اسقط في أودية حبك حتى النهاية