يا سنة "سوخة" ياولاد..
"لاهو" الدكتور نظيف بيقيس غنى المصريين "بالتكييف"؟!
د. احمد نظيف رئيس الوزراء المصري
محيط ـ عادل عبد الرحيم
لا أعلم ما الذي ساقني لقراءة هذا الخبر المهبب ع الصبح، حيث وقعت عيناي على تصريحات لرئيس الوزراء المصري د. احمد نظيف يقول فيها ان المصريين عيشتهم ارتاحت وزهزهت وبقيت 100 فل و17 يا معلمي والدليل، مش قالوا له على رأي عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة، أي نعم والدليل من وجهة نظر د. نظيف أن المصريين اشتروا 750 ألف جهاز تكييف خلال هذا العام.
وطبعا هذا الكلام قيل أمام الجلسة الختامية لمؤتمر الحزب الوطني السابع التي انقضت منذ ساعات والتي استطرد فيها بالقول: "إن استهلاك الطاقة في المنازل يزيد بنسبة 10% سنوياً، ما يعنى ارتفاع مستوى معيشة المصريين الذين اشتروا حوالي 750 ألف جهاز تكييف خلال العام الأخير، على حد قوله، وأضاف رئيس الوزراء: مافيش بلد في العالم يعيش بهذا البذخ الذي نفعله في الطاقة".
احنا ماعندناش تكييف علشان عايشين في تربة
ومادام ذلك كذلك فلماذا تسعى الحكومة إذا أو الحزب الوطني إلى بحث معاناة الناس أو حلول لأزماتهم ما دام السيد نظيف يرى أن المصريين شعب يتسم بالبذخ في أجهزة التكييف، والحمد لله إن سيادته ما جابش عدد السيارات اللي اتباعت السنة اللي فاتت برضه علشان ما يتهمش الفقراء المصريين بالفجور وليس البذخ فقط.
المدهش أنني وقبل نحو 5 سنوات حين تولت الحكومة الحالية مقاليد الحكم في البلاد سمعت حكاية طريفة ولم أصدقها أو قل استوعبها سوى اليوم، واليوم فقط.. حيث قيل، والعهدة على القائل، أن بعض الصحفيين خلال لقائهم الأول بالوزارة الجديدة الواعدة حاولوا إعطاء صورة واقعية للسادة الوزراء.
احنا بندور على رغيف عيش نلاقي عندكم؟
فقالوا لهم أن الشعب لا يجد ما يأكله وحتى رغيف الخبز أبو ربع جنيه، يقصد الخبز الفاخر أو السياحي، لا يسمن ولا يسد جوعا، وهنا رد وزير كبير بسرعة، ما هي الناس برضه غلطانة لأنك بتلاقي الغني يزاحم الفقير في شراء هذا الخبز المدعم أبو 25 قرش، وطبعا كان وقع الصدمة هائلا على الصحفيين الذين شرحوا لحضرة الوزير المسئول أن الخبز المدعم بخمسة قروش، وهنا طبعا ظهرت الفجوة الهائلة في الاهتمامات.
الحاجة اللي تنقط برضه وتجيب جلطة للنافوخ ما قاله د. نظيف منذ أسابيع والذي يعبر عن اعتقاده أن المصريين هؤلاء سحرة و"أولاد جنية" ليه بقى يا سيدي.. قال إيه الواحد منهم اللي بيقبض 1000 جنيه بيصرف نصفهم فقط ويحوش النصف الآخر، تحيلوا بقى أسرة من 4 أفراد على أقل تقدير في نظر د. نظيف بتصرف 500 جنيه بس في الشهر، وطبعا هذا أيضا يفسر المنطق الذي تتعامل من خلاله الحكومة مع الشعب.
عرفتوا ليه مش بنركب تكييف
وطبعا بعد كدة كل شيء جايز، فطبيعي أن يخرج علينا وزير التنمية الاقتصادية ليهدد اللي مش عاجبه 400 جنيه كمرتب بجلب عمال بنغال، أيوة الله قلبه طاوعه ليقولها بنغال، يمشونا ع العجين ما نلخبطهوش.
وبرضه جايز يطلع علينا وزير الصحة بقرار يخلي علاج الفقراء 4 ساعات فقط يوميا واللي مش عاجبه يروح المستشفيات الخاصة، أو يستنى لتاني يوم.
وبرضه جايز يقرر وزير التضامن توزيع أنابيب الغاز بالكوبونات واللي تخلص أنبوبته يخبط دماغه في أقرب حيطة، وبرضه جايز ييجي وزير الكهرباء علشان يخلي التيار بكروت الشحن مثله مثل الموبايل واللي رصيده ينفد يا معلم يستحمل الضلمة وعفاريتها.
احنا برضه وش تكييف.. احنا ناس شرفا
لكن اللي مش جايز أبدا اننا يتقاس غنانا بأجهزة التكييف، طيب إيه رأي د. نظيف يطب على غفلة على عشوائيات مصر المترامية من أقصاها إلى أدناها علشان يشوف بعينه الناس المتكيفة على حق هل فعلا عيشتهم ارتاحت ولا لسة شايلين الطين.
وإيه رأي حكومتنا الرشيدة في حوادث الانتحار التي تقع كل يوم بسبب الفقر والبطالة والعجز عن تدبير نفقات المدارس.
وملايين الشباب والفتيات الذين أصابهم الاكتئاب لعجزهم عن الزواج الذي هو فطرة كل من تدب فيه الروح حتى النباتات وهل يعلم هؤلاء الوزراء ماذا يحدث للبنت أو الولد حين يحرمون من حقهم في ممارسة نداء الطبيعة أو بالعربي كدة عدم ممارسة حق الفراش، أكيد كارثة تفوق جميع التوقعات.
أرجوكم ما تفقعوش مرارتي وسيبوني في حالي
وكلمة أخيرة قبل أن ينفجر الناس ويتحولوا إلى قنابل بشرية، ياريت حكومتنا تفكر فينا بطريقة أفضل من هذه وياريت يقيسوا الغنى بحاجة غير أجهزة التكييف.
[center]