باريس، سراييفو - لم يكن العيد كله فرحة بالنسبة لمسلمي أوروبا؛ فلم يسلم الأمر من حوادث عنصرية تعرضت لها رموز دينية إسلامية في فرنسا والبوسنة، حيث جرى تدنيس مقابر لمسلمين في مقبرة عسكرية شمالي فرنسا، وإحراق مسجد بالكامل في إقليم صرب البوسنة خلال أول أيام عيد الأضحى المبارك.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن جان بيار فالانسي، المدعي العام للجمهورية في فرنسا من مدينة آراس شمالي فرنسا، قوله: "تم تدنيس حوالي 500 قبر بأحرف أو صلبان معقوفة (رمز النازية)، وهذا يشبه عمليات التدنيس السابقة"، التي وقعت في أبريل الماضي. ويعد هذا الاعتداء هو الثالث من نوعه في أقل من عامين.
كما كتبت كلمات على شواهد قبور متجاورة تمثل في مجملها عبارات تحوي إهانات للإسلام، واكتشف هذا التدنيس محاربون قدامى صباح أمس الإثنين، أول أيام عيد الأضحى، كانوا في زيارة لتلك المقابر.
وشدد فالانسي في بيان على أن "هذا العمل الدنيء تعبير عن عنصرية مقيتة ضد الأقلية المسلمة في فرنسا"، داعيا إلى "التعرف بسرعة" على الفاعلين، وإدانتهم "بقسوة".
كما أعرب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، عن استيائه "العميق" من هذا التدنيس، ويعيش في فرنسا نحو ستة ملايين مسلم من إجمالي حوالي 63 مليون نسمة، بما يمثل أكبر أقلية مسلمة في أوروبا.
إحراق مسجد
وفي واقعة مماثلة في عنصريتها، ذكر التلفزيون الرسمي للبوسنة أن مجهولين أحرقوا مسجدا في جنوب شرقي البلاد قبل ساعات من أداء صلاة العيد صباح الإثنين.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر في الشرطة البوسنية قولها إنها ستحقق في سبب الحريق الذي اندلع في مسجد قرية فازلاجيكا كولا، وأتى على كل ما في المسجد عدا مئذنته.
وتقع هذه القرية في جمهورية صرب البوسنة، وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي تشكل جزءا من دولة اتحادية تضم الكروات والمسلمين والصرب.
وعاد عدد قليل من الأسر المسلمة إلى هذه المنطقة، التي يسيطر عليها الصرب بعد انتهاء الحرب التي اندلعت ما بين عامي 1992 و1995. ويشكل المسلمون نحو نصف سكان البوسنة إلى جانب الكروات الكاثوليك والصرب الأرثوذكس.
ومنذ أحداث سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، تقدم بعض وسائل الإعلام في الغرب المسلمين في صور نمطية ترتبط بالإرهاب؛ ونتيجة لذلك تتعرض أقليات مسلمة في دول غربية من آن إلى آخر لاعتداءات عنصرية، وسط تصاعد حالة "الإسلاموفوبيا" (العداء
للإسلام
نقلاً عن موقع إسلام أون لاين