حالات النقص في المياه العذبة
يتوقع
خبراء التقييم العالمي للمياه الدولية بأن الآثار البيئية لحالات النقص في
المياه العذبة ستزداد أو ستبقى كما هي على مدى السنوات الخمس عشرة
القادمة. فمن المتوقع أن تشهد فقط حوالي ست من المناطق المدروسة آثاراً
تدميرية، بما في ذلك حوض موراي وارلنج في استراليا ومنطقة نهر الميكونج
ومنطقة المحيط المتجمد الشمالي في روسيا.
ويلاحظ التقرير أن
ارتفاع الطلب على الزراعة المروية يمثل الآن نسبة تفوق 70 بالمائة من
عمليات سحب المياه العذبة ولا تعود سوى 30 بالمائة من هذه النسبة إلى
البيئة، وذلك مقارنة بالصناعة والمنازل والتي تعيد نسبة تصل إلى 90% من
الماء المستخدم.
وقد أشارت حوالي ثلث الفرق الإقليمية إلى
التعديلات على تدفقات المياه على أنها من بين الآثار الخطيرة لحالات النقص
في المياه. وتشمل التعديلات بناء السدود وتحويل مسارات الأنهار وتحويل
المياه والهياكل الأخرى المصممّة لتوفير المياه والطاقة.
ويمكن
لهذه الأعمال الهندسية أن تعيق طرق الهجرة وتقلّل من موائل التبويض
والتفريخ. ويستشهد التقرير بآثار السدود على نهر الفولجا والتي أدت إلى
تقليل موائل فقس بيض سمك الحفش في بحر قزوين الذي يستخرج منه الكافيار.
ويمكن للسدود كذلك أن تكون غير فعّالة وبدرجة خطيرة. فمثلاً تضيع أكثر من
نسبة 90 بالمائة من المياه في القناة المائية الوطنية الشرقية في كينيا
نتيجة التبخر. ويمكن أن يكون لفقدان المياه والتغير في أنماط تدفقها نتيجة
الأعمال الهندسية آثار مدمرة هامة.
ويستشهد التقرير بفقدان
الأنظمة البيئية في بحر الآرال والبحر الميت والآثار على حوض نهر الفولتا
وبحيرة تشاد. ومن ناحية أخرى، فان رافد نهر بيرج في جنوب أفريقيا قد عانى
من مستويات مرتفعة من الملوحة والتي تؤثر على الطيور والأسماك والفقاريات
التي تعيش في قاعه وذلك نتيجة عمليات سحب المياه منه قبل المصبّ.
وظهرت
كذلك مشاكل مشابهة في نظام نهر الكينج – براهما بوترا حيث أدي وجود أكثر
من 30 سداً بالإضافة إلى الحواجز الصناعية وتحويلات الأنهار قبل المصب إلى
تقليل تدفقات الأنهار خلال الموسم الجاف في بنغلادش بحوالي 60 بالمائة.
وقد زاد إنشاء سد أكوسومبو على نهر الفولتا في غانا من نسبة الأطفال
المصابين بداء الشتوسوما الطفيلي من خمسة بالمائة إلى 90 بالمائة.