ولدت زينب محمد الغزالي الجبيلي في (8 من ربيع أول 1335هـ= 2 من يناير 1917م) في إحدى قرى محافظة البحيرة، وكان والدها من علماء الأزهر، وغرس فيها حب الخير والفضيلة والقوة في الحق، وكان يسميها "نسيبة بنت كعب" تيمنا بالصحابية الجليلة "نسيبة"، كما غرس فيها حب التضحية ومقاومة الظلم، فكان يعطيها سيفا خشبيا ويقول لها: دافعي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
* توفي والدها وهي في العاشرة من عمرها، فانتقلت مع أمها وإخوتها للعيش في القاهرة، وكافحت من أجل إكمال تعليمها رغم اعتراض أخيها الأكبر، وقرأت في صغرها للأديبة "عائشة التيمورية" وتأثرت بها.
* تعرفت على الاتحاد النسائي الذي كانت ترأسه هدى شعراوي وتوثقت العلاقة بينهما، وأصبحت "زينب" من أعضاء الاتحاد البارزات، وعرف عنها أنها خطيبة مفوهة، واعترضت بعض العضوات على انضمامها للاتحاد، غير أن هدى شعراوي تمسكت بها.
* خاضت زينب الغزالي مناظرات ومجادلات مع عدد من الأزهريين المناهضين للاتحاد النسائي، وطالب بعض الأزهريين بمنعها من الوعظ في المساجد، لكن الشيخ محمد النجار -أحد علماء الأزهر- رفض هذا الطلب، وفتح حوارا هادئا مع زينب الغزالي استطاع من خلاله أن يهز قناعتها بكثير من الأفكار التي يتبناها الاتحاد النسائي.
* تعرضت لحادث منزلي وأشرفت على الموت، وأخذت عهدا إن شفاها الله أن تترك الاتحاد النسائي، وتؤسس جمعية للسيدات المسلمات لنشر الدعوة الإسلامية، فتم لها الشفاء، وكان ذلك بداية للتحول الكبير في حياتها، فأسست الجمعية سنة (1356هـ= 1936م) التي استطاعت أن تستقطب في وقت قصير نخبة من سيدات المجتمع.
* بدأت صلتها بجماعة الإخوان المسلمين بعد تأسيس جمعيتها بعام، واقترح عليها الشيخ حسن البنا ضم جمعيتها إلى الإخوان وأن ترأس قسم الأخوات المسلمات في الجماعة، لكنها رفضت في البداية ثم عادت إلى التنسيق مع الإخوان بعد عام (1368هـ= 1948م) وأصبحت عضوة في الإخوان المسلمين، وكلفها الشيخ البنا بدور مهم في الوساطة بين جماعة الإخوان والزعيم الوفدي مصطفي النحاس رئيس وزراء مصر حينها، كما لعبت دورا مهما في تقديم الدعم والمساندة لأسر الإخوان المعتقلين بعد أزمة (1374هـ=1954م).
* وفي عهد الثورة رفضت مقابلة الرئيس عبد الناصر، ورفضت أن تخضع جمعيتها "السيدات المسلمات" لإشراف الاتحاد الاشتراكي، فصدر قرار حكومي بحل الجمعية وإيقاف مجلتها، ثم اعتقلت في (ربيع آخر 1385هـ= أغسطس 1965م) وسجنت 6 سنوات تعرضت خلالها لاضطهاد شديد سجلته في كتابها "أيام من حياتي".
* توسط الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز للإفراج عنها في (جمادى الآخرة 1391هـ= أغسطس 1971م) فتم له ذلك، ورحلت زينب الغزالي إلى عدد من الدول العربية والإسلامية رحلات دعوية، ولها مساهمات في الصحافة الإسلامية، وزارت الجبهة الأفغانية أثناء الجهاد ضد الروس أكثر من مرة.
* لها عدد من الكتب منها "أيام من حياتي"، و"نحو بعث جديد"، و"نظرات في كتاب الله".